لا لأنني منها، بل لأنها في أعين أهل اليمن "تعـز"، سائرة منتصبة القامة لا يروعها القتل ولا الاعتقالات والتصرفات الشوهاء، مغروسة في الضمير اليمني بأروع صور الإنسانية ومحفوفة بملائكة الله، أجمل ما أوجدته مخيلة الإبداع، تحاكي القلوب وتلهم العقول إلى المعقول.
لا تأبه بلغة السلاح ولا ترهبها الوجوه القبيحة المأزومة باللاإنسانية، تحمل في خلجات قلوب أبنائها حباً للوطن من أدناه إلى أقصاه، يسكن في أعماقها أغلى ثمن لكل ذرة في بقاع اليمن، توصد أبواب الفئوية والمناطقية والطبقية.
ترى كل أبناء اليمن قرة أعين باستثناء القتلة، لأنهم بسطوا أيديهم لقتل أبناء اليمن في كل المحافظات ولأنهم أصابوا الوطن في مقتل.
تعز.. المغلوبة على أمرها زمناً، تئن تحت مخطط لوأدها، لأنها شرارة الثورة وجذوة الثقافة، لا يؤخرها النظام الفاسد خطوة إلا تجاوزته خطوات، تكتنز في جوانبها إلهاماً سماوياً، لا تسيج نفسها بالبندقية، بل بالعلم والإبداع ولا ترتكــز على القبيلة، بل على الحكمة والإنسانية.
تعـــز قلباً كبير، مملوء بالصبر على فترات ومراحل التغيير اليمني، ما قالت آه من وجع ولا نكست رأسها ذلاً، عزيزة بعزة أهلها، جميلة بجمال أبنائها، ما تهافتت يوماً طلباً للجزاء لأنها صنعته من أجل اليمن، مساراتها في أبنائها ذخراً للثورات وانفراج الأزمات.
خياراتها العدالة لأبناء اليمن وهدفها المدنية وما بين ذلك وسيلتها الحب، لا تؤمن بالحل الوسط ولا تتردد في اتخاذ القرار، فترى الظلم ظلماً والعدل عدلاً، تضع السلم خياراً والعفو فيها سجية.
تعـــز.. "عزة" لليمن، غنت نشيد الثورة والوحدة فيها وانبثقت ملاحم التاريخ اليمني منها، دلال اليمن جمالاً وعلماً، ثقافة وفناً، لو بالغت في الوصف، فلن أجد أجمل وصفاً من أقول.. إنها "تعــز".
علي سليمان الدبعي
تعز الضمير 2074