أيها القابعون في بيوتكم، تشربون الشاي الممزوج بدماء تعز الحبيبة، وتحتسون القهوة بمذاق نكهة أنين تعز وآهات جرحاها وقتلاها، وأنتم تطالعون التلفزيون في بلاهة، تشاهدون ما يحدث في تعز البطلة.. قوات كبيرة بعتادها الثقيل، وأسلحتها الجبارة، تقصف وتقتل وتعربد وأنتم تشهدون الجريمة، وتشاهدونها، ولما تشبعون من صور الدم، وتمتلئون من أشكال الجثث، تتجهون إلى غرف النوم، نوماً هنيئاً وأحلاماً سعيدة، فهل تظنون أنكم غير مسؤولين بين يدي الله تعالى عن كل هذا الذي شهدتموه وشاهدتموه.
أيها الصامتون داخل منازلكم وتعز تموت وهي تصرخ فيكم: أين أخوة الدين، وأن نخوة اليمني، وأين شهامة العربي، وأين حمية الإنسان، أين أنتم من هذا كله، تعز تموت، وشبابها يقتل، ورجالها يقضون قتلا ورمياً بالرصاص الحي، فهل فيكم ضمير حي؟ كيف تقنعون بالصمت.
إن إيمانكم بالله يأبى أن تصمتوا على هذه الجرائم، ووطنيتكم وانتماؤكم لهذا الوطن يرفض أن يكون الصمت موقف الوطنيين إزاء ما يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان واعتداء على الحياة، وامتهان لكرامة المسلم الموحد.
تعز يختطف جرحاها، وتدهس جثث شهدائها، وأنتم تقنعون بالصمت المهين، ألا تعلمون أن الله سائلكم عن إخوانكم ونصرتكم لهم، واهتمامكم بشؤونهم، لن تفلتوا من عقاب الله، عقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة.
أيها الساكتون على كل ما يحدث، هل ضميركم الإنساني حي أم أنه مات، وهل ضميركم الديني ما زال يعمل كما يعمل لدى كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، هل أنتم أناس أسوياء.. تخيل نفسك أيها الساكت الصامت المتفرج لو كنت أنت المقتول في تعز أو ابنك هو المسفوك دمه في ساحة الحرية بتعز، تخيل ذلك.. هل تقبل صمت من يراك، أو سكوت من يشاهد القاتل وهو يطلق الرصاص الكثيف على المسالمين والرصاص يخترق الأجساد عنيفاً والدم يطير كثيفا والموت يعربد في الأرواح نهباً وبعثرة، والألم يملأ المكان.
أيها المتفرجون الساكتون هل أظلمت قلوبكم من معاصيكم حتى لم تعودوا ترون الحق حقاً والباطل باطلاً، هل أنتم بلا إحساس، أم أن قلوبكم قاسية، والله تعالى يقول: "فويل لقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين" 22سورة الزمر.
أيها الجالسون: تمضغون القات والأحاديث، وتعيدون الكلام وتكررونه، وتتناقلون أخبار تعز، ويعدون قتلاها، وأنتم ماكثون في غرفكم، جالسون على فرشكم، تتثاءبون أمام التلفاز وعلى موائد الطعام، أعلموا أن دماء أهل تعز تلوث ماءكم، وأجساد قتلى تعز تغوص ملء طعامكم، وما تأكلونه ما هو إلا لحم الأبرياء الذين تشاهدون النظام يقتلهم بعنف وقسوة وحقارة لا مثيل لها، فلا تشربوا الدم، لا تأكلوا جثث الشهداء، أنتم بصمتكم شركاء في القتل، مشاركون القاتل في جريمته، فالصمت عار، والسكوت عار.
أنتم شركاء القاتل لأنكم أحد أضلاع مربع العنف، أنتم مركز دائرة الدم، فلولا صمتكم وتخاذلكم وسكوتكم لما قتل النظام من المعتصمين السلميين قتيلاً، ولا جرح منهم جريحاً، ولما اختطف الجرحى إلى أماكن مجهولة.
هيا تحركوا جميعاً لنصرة تعز، كلنا تعز، خذ التلفون واتصل لكل معارفك وأصدقائك قلهم انصروا تعز، تعز عقل اليمن وحاضرة الثقافة ومركز الإشعاع العلمي وملعب العز، ومركز المثقفين والأدباء والعباقرة.. اتصلوا بكل من تعرفونه في الداخل والخارج ليعمل كل منهم ما يستطيع لمحاكمة القتلة وإيقاف المجرمين.
ادخل الانترنت وراسل كل المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم كله.. راسل منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة دول عدم الإنحياز، ورؤساء التحرير في الصحف العربية وكتاب الأعمدة فيها، ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن، والقنوات الفضائية، لا تتركوا تعز تموت وأنتم قادرون على إنقاذها، الآن تحركوا.. ضع الجريدة من يدك وتحرك الآن وليس بعد قليل.