;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

عدن ومهرجان للموت 1862

2011-06-01 03:28:24


عدن المدينة الحالمة، البلد الآمن، أصبحت مساحة للبلاطجة والسلوكيات والمظاهر والظواهر الشاذة الدخيلة على هذه المدينة الوادعة.. كانتشار السلاح وحمله والسرقة وقطع الطرقات والتخريب والنهب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى الاعتداء على الأعراض والحرمات والقتل، وأي قتل؟ إنه ذلك القتل العدواني الشرس، وقتل الأبرياء العزل، كان آخر هؤلاء الضحايا الفنان المبدع والإعلامي المتميز ابن عدن/ عبدالرحمن باجنيد الذي وجد مقتولاً في شقته التي سرقت ونهبت في 19 مايو الجاري، وقبل ذلك بعدة أيام تخريب ونهب منزل فقيد الإعلام اليمني المرحوم الأستاذ/ سالم بن شعيب.
أصبح الناس فيها مجرد فئران تجارب لمراقبة رد الفعل النفسي والقدرة على كبت موجات الغضب ودواعي الانفجار الشعبي.
عدن أرادوا لها أن تكون مدينة الرصاص، مدينة الفوضى والقتل، عدن بين عشية وضحاها تحولت من مدينة تحمل على صدرها "أدخلوها آمنين" إلى تاريخ وحضارة مطلوبتين للشنق والإعدام.
والسؤال المشروع لمواطن يؤدي جميع فروض الطاعة والامتثال لقوانين حكومية مهما كانت جائرة، السؤال العفوي لماذا جعلوا من عدن مسرحاً لهذه الأعمال القذرة؟، لماذا عدن نقطة جذب لفرق القتل والبلاطجة والمخربي؟ ومن يمول ويشجع هذه الأعمال والممارسات الإجرامية؟ هل هي أجنحة متصادمة داخل أو قريبة من دولاب النظام؟ أم أنه رأس النظام نفسه؟، هل هي حرب مافيات وتجار من الوزن الثقيل ممن تتشابك لديهم خطوط السياسة مع روائح الأموال العابرة للحدود والقارات.
لماذا عدن بالذات تدفع ثمن كل تلك الحماقات وحروب المصالح والقبائل ورجال الثروة والسياسة؟ أسئلة بحاجة إلى أكثر من التركيز وإلى أكثر من قراءة وأكثر من إجابة، ولكنها قبل أي استنتاج، فإن مجمل القراءات على تباينها لابد وأن تجمع على أسئلة جوهرية واحدة: أين هو الأمن من تحويل عدن إلى مدينة لمهرجان الموت والنهب والتخريب؟، لماذا هم رحماء أو ضعفاء مع القتلة والبلاطجة وأشداء وقساة على الشباب والمواطنين العزل الذين خرجوا ليعبروا ويطالبوا بحقوقهم المشروعة، بشكل حضاري وسلمي مشروع؟
إن المواطن في عدن يقف أمام أمن يفرد ساعديه وعضلاته على جمهرة واعتصامات ومظاهرات هؤلاء الشباب العزل.. ويلوذ بالصمت إذا ما علت أصوات الانفجارات وصراخ الأطفال واستغاثات النساء والعجزة، وكأن الأمن أسدٌ على الفقراء.. نعامة في مواجهة عصابات القتل المأجور والبلاطجة والمخلين بأمن واستقرار عدن الباسمة التي ما عادت باسمة، بل باكية.. نائحة.. شاكية.
alhaimdi@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد