جاءتني صديقة صباح الأمس تبكي بحرقة سألتها ما بكِ: قالت مررت من أمام ساحة الحرية فلم أرى الخيام ولا الشباب امتلأت الساحة بالجنود وآلياتهم في منظر موجع وموحش.
لا تحزني يا صديقتي لقد اخذوا الساحة، لكنهم لن يأخذوا حريتنا احرقوا الخيام، لكن لا يستطيعون حرق أحلامنا، فهذا وطننا وكل الوطن ساحات للحرية وهذه تعز الحالمة ستبقى تحلم بيوم تشرق شمسه على وطن ليس فيه للسفاحين مكان.
هذه تعز سماؤها حزينة وكل ركن فيها يئن ويتألم على شباب الحرية الذين أزهقت أرواحهم ظلماً، هذه تعز ليس لها قبيلة تسند ظهرها عليها ولا جيش يحمي ساحاتها من تعسف المجرمين وهمجية نظام القتل والموت أولئك الذين لا يفقهون لغة غير لغة القتل ولا يجيدون الحوار إلا بصوت الرصاص، يعيشون على روائح الدم فكيف لهم أن يتذوقوا رائحة الورد.
لا أظن أبداً إنهم كباقي البشر، فقد تلوثت قلوبهم بالمعصية ونمت أجسادهم من طعام حرام، لأنهم يسرقونه من أفواه الجوعى إنهم يحيون على موت الآخرين ويبنون قصورهم فوق أشلاء الموتى فكيف لهم أن يدركوا معنى حياة إنسان.
غير أن الشمس التي أشرقت على جثث الأبرياء الطاهرة ستشرق غداً على وطن مختلف استقى حريته من دماء أبنائه، ستشرق غداً لتقتلع جراثيم الموت من أرضنا الطيبة وتنبت فيها زهور الحرية والعدل والكرامة..
فيا أيها المختبئ خلف جدران الظلام انك راحل حتما وان حاولت إخماد ثورات الشارع، ففي القلوب ثورات لن تنطفئ إلا برحيلك ذليلاً منكسراً تحمل العار والإثم.
حين يقذف بك التاريخ خارج سطوره ويلفظك الزمن خلف حدوده وتصبح مجرد نقطة سوداء في صفحات وطن ناصعة البياض.
انه ليلكم ذاهب وفجرنا قادم وان غداً لناظره قريب.
جواهر الظاهري
يوم مختلف عاشته الحالمة 2029