لم تكن تعاني ماجدة ذات العشرين ربيعاً من أي علة أو مرض عضال، حين قدمت إلى صنعاء سوى أن حبة صغيرة مؤلمة ظهرت فجأة على صدرها , بعد أن حاولت معالجتها في إحدى مستشفيات مدينة آب، حيث قاموا بعملية استئصال لها ليفاجأوا بان تلك الحبة الصغيرة إنما هي بداية لورم سرطاني قاموا بتنشيطه في خطأ طبي فادح .
ظلت ماجدة لأربعة أعوام تصارع المرض الخبيث الذي انتشر في صدرها وهي تجري بين أزقة مستشفيات صنعاء حتى انتشر المرض في جسدها كله وماتت منذ عامين بسبب أخطاء طبية فادحة متعددة نقلت المرض بعد استئصال صدرها لتنشره في جميع أرجاء جسدها .
لا ندري من المسئول عن تلك الأخطاء ولكن الملفت للأمر انه جرت العادة في وطننا المنكوب أن يدخل المريض إلى المستشفى بقدميه، فيخرج منه بنقالة إذا حالفه الحظ ولم يخرج إلى قبره على الفور .
واليوم وفي ظل الثورة الشعبية المباركة ظهرت معجزات كبيرة فأضحى المريض الذي كان يموت بسبب الزائدة أو اللوزتين من العهد البائد , لتتميز اليمن عن غيرها من بلدان العالم التي حدثت وتحدث فيها الثورات بطفرة صحية جديدة، ألا وهي إحياء الموتى بعد وفاتهم وإعادة الأعضاء إلى أصحابها سليمة بعد بترها .
فالشيبة المدعوس الذي ترحم عليه الرئيس وبكى عليه الردمي وصُلي عليه في السبعين فاجأتنا به قناة سبأ وقد بعثته من قبره وأعيد للحياة من جديد .
والطفل العوبلي الذي بكينا عليه والذي توفي أثناء إحضاره إلى صنعاء بعد أن قامت عصابة باغتصابه وتعذيبه وأعلنت منظمة هود وفاته تلك فاجأنا به النظام أيضاً بأنه حي يرزق بعد أن كان في ثلاجة إحدى مستشفيات مدينة عدن .
وكذلك الشاعر الرميشي الذي بُترت لسانه ونعق الإعلام الرسمي طويلا لهذه الحادثة المفجعة , وحذر أنصاره من (قاطعي اللساسين) كما يقولها الرئيس عادة, وأصبح المناصرون للنظام خائفين على ألسنتهم حتى أن احدهم قال في خبث ( كل واحد يخلي باله من لغاليغه).
ثم يفاجئنا النظام أيضا بمعجزة جديدة في انه قد أعاد لسان الرميشي إلى حالها وانه قد أضحى قادراً على الحديث كالبلبل.
وغيرها الكثير من الحكايا التي لا تخطر على بال احد من معجزات هذا النظام التي ظهرت فجأة في عهد هذه الثورة المباركة .
وكان الإعلام الرسمي في وقت سابق قد أعلن انه ( سيحيي ) والد الطفلة عتاب التي اشتهرت بجملة ( ارحل قتلت بابا ) ولكنه تأخر حتى الآن في هذه العملية، كما حاول أيضا إحياء الشيبة الذي قُتل في الأربعاء الدامي أمام بنك الدم بحسب شهادة احد أقربائه ولكن هذه العملية أيضا فشلت ..
المهم في ذلك أن الإعلام الرسمي عكف خلال الفترة الماضية على إحياء كل من أعلنت عنه لجان الثورة انه قد توفي .
وحرصت أيضا على أن تعيد لكل مناصر لها أي عضو يبتر منه طالما ظل مؤمناً وبقوة شرعية النظام وصالح .
وأنا هنا بدوري أعلن باني سأعلن انضمامي إلى جانب شرعية الصالح ونظامه إذا استطاع فعلا وليس زورا وبهتانا أن يحيي والد الطفلة عتاب وكل الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية وكل من قُتل غدرا وظُلما منذ عام 62م وحتى اليوم في سبيل تثبيت هذه الشرعية . وكل من غيبته السجون ومات فيها لأنه قال كلمة حق .
وعلى هذا النظام أن يرجع لكل ذي حق حقه , وان يقتص من كل ظالم ويعاقب كل فاسد , ويعوض كل ثائر عن سنوات الحرمان وعن ضياع حلم أبائنا وأجدادنا بإنشاء الدولة المدنية الحديثة التي وعدهم بها الرئيس الحمدي واغتيل غدرا لأجل هذا الحلم . حينها سأقول ويقول كل الشباب ( الشعب يريد علي عبد الله صالح ) وبدون تحقيق ذلك ستظل أصوات حناجرنا عالية تصم أذن كل طاغ مرددة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) الذي شارفت أيامه على الانتهاء , فمهما كان الليل حالكا ستشرق شمسنا ذات يوم .
رسالة شكر:
إلى من اعد وفبرك ونشر قصة الناشطة الحقوقية غانية علي الأعرج , لقد علمتني درساً وعلمت كل من تعامل مع هذا الخبر أن يكون أكثر حرصاً ودقة في التعاطي مع الأخبار , خصوصاً وأننا نعيش اليوم حرباً إعلامية ضروس مع النظام وأذياله , وعلينا كإعلاميين مهنيين أن نتأكد من حقيقة كل خبر قبل نشره حتى لو اضطررت أن اسأل كل جثة عن قاتلها وسبب قتلها .
إن توهان الإعلام اليمني بين غانية وسحر السعودية كان بخطة مطبوخة في مطابخ النظام السرية في محاولة منه لتشويه الإعلام المهني الحر والتشكيك في مصداقيته .
ليلحق الإعلام الرسمي في مستنقع كذبه وزيفه ولكن هيهات أن ننجر إلى مستنقعه ونعد قرائنا بان نكون أكثر حذراً وحرصاً في تناول أي خبر وجل من لا يسهو.
بشرى العامري
معجزة الثورة اليمنية 2322