حين انخرطت المعارضة في صف الثورة، وبدأت تفاوض وتحاور باسم الشباب في ميادين وساحات الحرية، لم يكن مرحباً بها كثيراً في الشارع، ربما لأنها لم تضف الكثير للثورة بقدر ما جعلت الناس يتوجسون خيفة من أن يصل إلى سدة الحكم شخص من تلك الأحزاب، وذلك ناتج ربما عن شعور الناس بأن المعارضة لم يكن لها دور ملموس في الساحة السياسية ولا حتى تأثير يذكر في حياة عامة الناس.
ورغم إصرار شباب الثورة على أن ثورتهم ليست حزبية إلا أن الرئيس أراد أن يجعلها أزمة بينه وبين المعارضة حتى لا يلتفت العالم إلى ثورة الشباب المطالبة بالتغيير.
الآن بدأت المواجهة بينه وبين "آل الأحمر" وأياً كانت الأسباب وأياً كان البادئ منهم، العلم عند الله إلا أن إرادته سبحانه وتعالى فوق كل إرادة وأعظم من كل تخطيط وتدبير وثقتنا بالله وحده في إخراجنا من براثين وسياسات الأقوياء أصحاب المصالح والنفوذ.
من المؤكد أن الرئيس الآن في أزمة لا تشبه بالتأكيد أزمة الغاز والديزل والكهرباء والماء، لكنها أزمة قد تجعله يشعر لأول مرة بالأزمات التي يعيشها الشعب، ليس في هذه المرحلة فقط، ولكن على امتداد سنوات وجوده في السلطة.
أيضاً "آل الأحمر" وبقية القبائل مرت بأزمات وذاقت مرارة الموت والشعور بالظلم، مما قد يجعلهم ذلك أكثر قرباً وإحساساً بالناس البسطاء من أفراد شعبهم الذين ليس لهم قبيلة تحميهم أو ظهر يستندون عليه وقت الظلم والشدة، لكن في النهاية الشعب كل الشعب اليمني يريد رئيساً ليس له قبيلة ولا ينتمي إلى حزب وياحبذا لو كان يتيماً ومقطوعاً من شجرة.
رئيساً تعطلت أجهزته الكهربائية التي اشتراها بدم قلبه، نتيجة انقطاعات الكهرباء التي تبدو وكأنها باتت متعمدة.
رئيساً أحرقته حرارة الشمس وهو يقف في آخر الطابور أمام محلات بيع الغاز.. رئيساً اكتوى بنار الإيجار ولهيب الأسعار وضاق صدره من روائح المستشفيات الحكومية وعجز عن دفع ثمن الدواء ورسوم المدرسة ولم يجد في يوم حق القات لمسؤول في إحدى المصالح الحكومية ألجأته الحاجة إليه.
نريد رئيساًَ يعي جيداً معنى وطن، وقيمة إنسان، ليحكم بقلب يملأه الحب والخير والتسامح والشعور بأنه خادم للشعب وليس سيفاً مسلطاً فوق رؤوسهم، إن حاولوا الخروج عن حده لقوا حتفهم.. باختصار نريد رئيساً نظيفاً لا قبيلياً ولا حزبياً.
أمام الشباب الآن مسؤولية الحفاظ عن ثورتهم السلمية وأهدافها النبيلة، حتى لا تنحرف عن مسارها الذي وجدت لأجله وحتى تبقى هي الأمل في عيون الناس لحياة ليس فيها ظلم ولا فساد، ولغد مشرق بإذن الله، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
جواهر الظاهري
الشعب.. بين الرئيس والمعارضة 1934