;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

حبل الكذب قصير أيها المرجفون 2225

2011-05-29 02:14:02


قيــل إن الكذب في الغرب تجارة رابحة.. لذا تقام له مسابقات كبيرة ترصد لها جوائز مغرية، يتسابق من أجلها الموهوبون في الكذب لإحراز مركز الصدارة والفوز بجائزة أكبر الكذابين.
والطريف في هذه المسابقات التي يحتشد حولها الناس أن مجمل الكذب الذي يسرد فيها يحظى بالاهتمام الذي يحث على الاعتناء به كفن ممتع، حتى أضحى فعلاً تجارة رابحة لدى أصحابه، غير أننا نعرف أن كذب المتسابقين من النوع الخفيف الذي لا يلحق الأذى بالآخرين قدر ما ينمي فيهم الضحك الممتع، ونعرف أيضاً أن الغرب لا يكذبون، سيما من هم في السلطة، في أمور تلحق الأذى وإن كان بسيطاً وهيناً، فقد علمنا وتأكدنا أن رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين كبار، استقالوا أو تمت محاكمتهم، لأنهم كذبوا كذبة صغيرة بسيطة، تسببت في جرح مشاعر مواطن بسيط، فهو عندهم أذى يجب محاسبة فاعله أو المتسبب فيه.
ونعتقد أنه ليس في هذا ما يستوجب الكلام، ولكننا أوردناه هنا للمقارنة، فقد اكتشفنا وتأكدنا بالتجربة والأدلة والبراهين الدامغة، أن في هذا النظام وفي إعلامه كذابين يتفوقون في كذبهم على كل الكذابين في هذه الدنيا، بما يعني أنه إذا ما أفسح لهم المجال للاشتراك في مثل تلك المسابقات، فبلا شك أن كل جوائز مسابقات الكذب ستكون من نصيبهم، بل ولكثرة كذبهم سيدخلون موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، مع رصد الفارق أن كذب هؤلاء –كذابي النظام- ينزل علينا كوارث ومصائب لا تحصى وأذى فادح، ومع ذلك لا يحاسبون ولا يستقيلون ولا يحاكمون ولا يحزنون كما هو حاصل في دول الغرب، بل العكس يكافأون ويكرمون ويرقون إلى مناصب أرفع و و و إلخ.
وبإيجاز فإنه بالقدر الذي نذوق ونتجرع ويلات وأذى كذب هؤلاء ومن استخفاف وعدم تقدير وعينا وإسراف في الظن أننا عقول خاوية، يمكن حشوها بما يشاؤون من صنوف الكذب المجرب لديهم أكثر من مرة منذ زمن طويل، فأنني أتصور الغربيين لو قدر لهم سماع كذب هؤلاء في مسابقاتهم، أتصور أنهم سيضحكون ويضحكون حتى يستلقوا على ظهورهم لفرط ما هم فيه كذابو النظام من غباء وبلادة والذي أظهروه بجلى ووضوح خلال الأزمة الراهنة، لتعاملهم الساذج مع حبل الكذب الذي هو بطبيعته قصير ويعصف بأصحابه في لحظة اهترائه.
فهم مع كل مذبحة وجريمة وكذبة يرتكبها اليوم النظام لا يتحرج هؤلاء الكاذبون المنافقون المارقون من تجديد كذباتهم وحماقاتهم، دون ذرة خوف من دين أو وازع من ضمير أو أدنى شعور بالخجل والنخوة والكرامة وهم يرون الدماء تسفك وتتدفق من أجساد الأبرياء العزل في ساحات التغيير والحرية والكرامة، متناسين أن كذبهم وإنكارهم هذه الجرائم هو جرم لا يقل وزناً ومقداراً عن جرم من يرتكبها، لأنهم قد قتلوا مشاعرهم وضمائرهم ونخوتهم وباعوا أنفسهم للشيطان مقابل حفنة من المال وبعض من حطام الدنيا الفانية، لينطبق عليهم قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليــــه ** ما لجرح بميت إيـــــلامُ
ختاماً.. نكــرر ونقول: إن حبــل الكذب قصيــــر وقصير جداً يا هؤلاء.
alhaimdi@gmail.com
،،،،

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد