هذه المرة بالذات كان على الرئيس ألاَّ يشكو من إهانة واحتقار، أنه فاقد لجلالته ووقاره ويرجو من الآخرين احترامه، فبعد كل ما حدث من جرائم ودم ونهب وتدمير وتخريب وتعريض البلد لأسوأ كارثة اقتصادية ومجتمعية؛ طلع الرئيس علينا شاكياً من معاملة غير لائقة من الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي ـ كأنه تذكر الآن كرامته المهدرة ومكانته المنتهكة، فالوسيط الخليجي وفق تعبير صالح تعامل معه وكأنه ليس رئيساً للجمهورية.
فجأة ودون مقدمات تملكه شعور بالعزّة والكبرياء، تذكر أنه رئيسا لبلد لا موظفا عاديا ليطلب منه الزياني التوقيع أم لا.
يا للياقة والكياسة التي لم تراع من صاحب المبادرة! ربما غفل الرئيس حقيقة أن مكانة الرؤساء لا تأتي من السلطة والقوة والصولجان وغيرها من أدوات القتل والترهيب ولكنها تأتي من احترام الرؤساء لشعوبهم وللقانون والنظام، فالذي لا يريد أن يكون مهذباً وصادقاً وكبيراً مع شعبه كيف له بمطالبة الآخرين توقيره واحترامه.
تصوروا رجل مهمته إنقاذ مشرف للرئيس فيقابل بالإهانة والغدر واللؤم، كنت أود الرئيس أن تأخذه العزة والأنفة في مواقف كثيرة وما أكثرها، أما أن تأتيه وفي وقت يراد فيه تجنيب البلد وأهله وقبلهما بالطبع الرئيس فهذه والله ما فيها إهانة سوى لليمنيين الثائرين أولا وتاليا للأشقاء وموفدهم.
لا أفهم كيف ستحترم مكانة الرئيس عند الآخرين، فيما هو لا يود احترام شعبه الموجود في الساحات منذ أربعة أشهر؟ في وقت عصيب كهذا الذي لا يحتمل العناد والمكابرة فخامته يحدثنا عن عزته وكبريائه ومكانته التي ينبغي أن تظل شامخة وعالية.
لسنوات والرئيس صالح فاقد الإحساس تجاه ما تعرض له وطنه وشعبه من مهانة وازدراء، اليوم فقط تذكر انه يجب احترامه، لا ادري لماذا لم يراوده مثل هذا الشعور حين انتهكت السيادة والكرامة والمواطنة؟ أين هو من تشريد الأطفال ومن تسولهم في الداخل والخارج؟، لماذا لم يشعر بالعزة والكبرياء وشعبه يطالبه بالرحيل؟
محمد علي محسن
يا للياقة والمهانة 2374