يوماً فيوماً يتأكد للعالم كله عظمة شباب الثورة وتألق ثورتهم السلمية، فقد حافظ الشباب على سلميتهم.. نعم فعلوها الشباب وحافظوا على سلمية ثورتهم، وهكذا ربحت اليمن مرتين، مرة بشبابها الذين خاضوا غمار الحياة السياسية وتخلصوا من مقاعد المتفرجين حين قاموا بثورة السلام بهتافها الرائع سلمية سلمية، فأكدت أنها ثورة الكلمة وليست ثورة البندقية، ومرة أخرى حين حافظوا على سلميتهم، ولم ينجروا إلى مربع العنف، وهذا يذكرنا بالقول قد يكون الصعود إلى القمة صعباً ولكن الأصعب منه هو الحفاظ على البقاء فيها وهذا هو ما تقوم به الثورة في الحفاظ على سلميتها.
إن شعبنا العظيم أدرك مراد النظام من محاولة الزج بالبلد إلى أتون حرب أهلية، ولم يكن يخطر ببال أحد أن يقوم النظام بالضرب على بيت المناضل الوطني الكبير الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي قضى عمره كله يخدم اليمن، والذي قدم أباه وأخاه لأجل حرية اليمن من الإمامة البائدة، والذي أدرك قبل الجميع أن نظام علي صالح نفق مظلم.
كم كانت جريمة ضرب بيت الشيخ/ الأحمر قبيحة وبشعة وغادرة، كم كان ذلك مؤلماً للوطن، وشديد الوطأة على اليمن، وعاراً على النظام، هل من المعقول أن بيت الثورة اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية والوحدوية يضرب؟ هل من المقبول أن تكافأ أسرة الأحمر بالضرب عليها واستهداف بيتها؟
إن بيت الشيخ/ الأحمر هو بيت الأمة اليمنية بكل قبائلها، وأطيافها، ومكوناتها، فقد كان الشيخ الأحمر حكيم اليمن والشهيد الحي بتعبير الشهيد أبي الأحرار الزبيري، وبقي يدافع عن الوطن بالغالي والرخيص والنفس والنفيس طيلة حياته، واستمر يدافع عن اليمن بكل ما يمتلكه من قدرة ووجاهة حتى وافته المنية وهو على عهده وفياً لليمن مخلصاً للوطن.
إن الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر ـ رحمه الله تعالى لم يبخل على اليمن بشيء؛ لذلك جاد عليه النظام بمحاولة هدم بيته الذي هو بيت الأمة اليمنية، ومنـزل الأحرار في تاريخ اليمن الحديث، ودار الوفاء للشعب والوطن يغدر به النظام، إن هذا أمر لا أحد يقبل، ولا أحد يرضى به، حاشا وكلا أن يجازى الشيخ الأحمر بما قدمه لليمن أن تطلق النيران على بيته.
همسة في أذن الشباب:
إن قوة ثورتكم في سلميتها فحافظوا على سلميتها هذا، وعظمتها في صبركم ومصابرتكم ورباطكم مرابطتكم هذا أولاً، وثانياً حافظوا على وحدتكم فإنها سر النصر، فإن الله تعالى يقول: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وثالثاً: اجعلوا غضبتكم في ثورتكم السلمية لله تعالى حتى تلقوا عملكم عند الله يوم القيامة، وأخيراً احذروا اليأس فإنه أخ الكفر، كذلك قال القرآن الكريم، قال الله تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلى القوم الكافرون} والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د. محمد عبدالله الحاوري
فعلوها الشباب: وحافظوا على سلمية ثورتهم 2004