تستفزني تلك السطحية والتفاهة التي يتحدث بها صالح محاولاً من خلالها أن يصور للعالم انطباعات مضللة عن الواقع الذي يعيشه المواطن اليمني، فهو يريد أن يوجد انفصالاً بين الواقع الحقيقي وبين الرؤية التي يريد أن يوضحها للعالم، فهو مازال لا يؤمن بثوره الشباب ويرى بأنها تقليد لما هو حاصل في الوطن العربي، لان المواطن اليمني ما شاء الله مرتاح في ظل الاقتصاد المزدهر والبنية التحتية التي رسمت الحياة المدنية المتطورة في كل محافظة ناهيك عن النظام والقانون الذي يسود البلاد ـ اللهم لا شماتة.
 صالح يريد أن يقول بأنه لا تفسير لانتفاضة الشعب اليمني في ظل هذه المنجزات التي لا وجود لها سوى أنه شعب يتبطر على النعمة بالفعل، شر البلية ما يُضحك والمصيبة بان إسطوانة التقليد هذه يكررها بكل محفل ومن خلالها يصف الساحات بأنها ساحات التغرير وبان الشباب مغرر بهم، حاضر يا صالح قبلنا حكمك، لكن لماذا لا تحاول أن ترجعهم لصوابهم وتثبت لهم عكس ماغُرر بهم من خلال إيجاد مبررات تفسر تدهور الأوضاع في اليمن فاشرح لهم لماذا الاقتصاد متدهور بالرغم من الثروات التي تمتلكها اليمن واخبرهم أين تذهب عائدات النفط والضرائب والإيرادات الأخرى؟.
وأين كل المشاريع الإستثمارية والتنموية التي صنجت أسماعنا بها في نشرة الأخبار، افتتح دشن وضع حجر الأساس وإن وُجدت أشرح لنا من الممول لها، ولماذا معدلات البطالة والجهل مرتفعة ولماذا وصل الفقر إلى مرحلة ذات مؤشر خطير، فالناس أصبحوا يأكلوا من النفايات وأصبحوا يتغربوا ويهانوا في غير بلادهم من اجل لقمة العيش؟.
هذه الأسئلة جميعها لها إجابة واحدة تتضمن سبب واحد هو انتهاجك سياسة تشجع الفساد وتصفق للظلم وكل هذه الأضرار التي يتكبدها المواطن ما هي إلا نتيجة طبيعية لهذه السياسة ...أنا سارد على صالح وأقول له بان الشباب المتواجدين بساحات التغيير بالفعل كانوا مغرر بهم ثلاثة وثلاثين عاماً، لأنهم صدقوا أكاذيبك ووعودك الزائفة وبأنهم صمدوا وصبروا وكتموا أنفاس الحرية وبأنهم تقبلوا سياساتك المفتعلة التي اتخذت من الفقر والتجويع مساراً لها برضا وقناعة فالشعب بأكمله كان مغرر به، أما الآن فلم يعد كذلك لأنه لم يعد يصدقك ولأنه عشق الحرية وحرر أنفاسها المكتومة طيلة ثلاثة عقود ولأنه صحي من غيبوبة فسادك وتحولت قناعاته بعد أن أيقن بان كل ما أصابه كان من عندك وليس من عند الله، فالله عزوجل لا يقبل بالظلم .

*بقايا حبر:
صالح كل يوم يقترب أكثر من شخصية القذافي، فهو يجسد ملامحها وها هو يكمل هذه الشخصية حين أظهر أعراض المرض المشترك بينهما داء العظمة من خلال انتقاده لموقف الزياني الذي حسب قوله ـ أنه لم يحاوره بلغة تتناسب مع سموه وفخامته باعتباره أحد رموز الفساد وأحد الشخصيات القيادية في المراوغة والكذب!

naaemalkhoulidi23@hotmail.com