مرة أخرى، يوجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح طعنة جديدة لجهود دول مجلس التعاون التي ألقت إليه بطوق النجاة ممثلا في مبادرتها المتوازنة لنقل السلطة والخروج سالما معززا كريما من بين أنياب ومخالب تلك الأزمة التي تطبق على أنفاس نظامه الجاثم على صدور اليمنيين منذ اثنين وثلاثين عاما؛ والحقيقة أننا لم نفاجأ أمس عندما عاد الأخ الرئيس ليمارس لعبة المراوغة التي يتقنها عن ظهر قلب في التهرب من التوقيع على اتفاق نقل السلطة ليعيد إلى اليمن أمنه واستقراره ويحقن دماء أبناء شعبه؛ فبعد أن لاحت بالأفق بوادر انفراجة للأزمة بعد أن وقعت أطراف المعارضة الليلة قبل الماضية الاتفاق توجه إليه الوسطاء لتوقيعه. وكلهم أمل في طي الأزمة خلال الساعات الماضية، عاد الرئيس يطلق حيله ومراوغاته بشكل يفوق ألاعيب ساسة تل أبيب فوجدناه يتعلل بضرورة توقيع المعارضة أمامه في القصر الجمهوري طاعنا ومشككاً في توقيعات الليلة قبل الماضية أو ما أطلق عليه هو (توقيعات الغرف المغلقة)!! ليدخلنا في فصل جديد من المماطلة والمراوغة غير المحسوبة فالوطن ينزف واقتصاده يتدمر وأحوال الشعب اليومية تكاد تكون متوقفة.
ونحن لا نعرف بالضبط إلى أين يمضى صالح بوطنه وسط هذا الإصرار الذي وصل إلى حد العناد؟؟ هل يلقى به في أتون حرب أهلية حسبما لوح هو بها بالأمس خلال كلمته التليفزيونية التي ساق فيها حججه بعدم التوقيع. ونحن نسأل الأخ الرئيس المتمسك بالسلطة إلى حد الهوس: أتراه من المسؤولية الأخلاقية عليكم ومن الالتزام الوطني الذي قطعتموه على أنفسكم من خلال قسم الولاء للوطن أن تدفع بشعبك الصابر إلى حرب أهلية تلتهم معها الأخضر واليابس ويكون أهلنا من شباب اليمن وقودها؛ بينما بيدك وحدك أن تجنبه إياها بمجرد جرة قلم تحمل توقيعكم على اتفاق نقل السلطة؛.. لا يا سيادة الرئيس، بأس السلطة التي تنحر من أجلها الأوطان وتذبح على مقاعدها الشعوب من أجل تأمينها وتوريثها!!؟؟
لقد أثبتت الأيام أن الدوحة كانت تتمتع بقدر كبير من بعد النظر والحنكة السياسية عندما أعلنت انسحابها من مبادرة التعاون منذ الثالث عشر من مايو الجاري بعد أن تنبهت إلى خطورة لعبة المراوغات والمماطلات التي يمارسها حاكم اليمن هربا من توقيع اتفاق نقل السلطة.
الشرق القطرية
رأي الشرق
يا صالح.. إلى أين ماض باليمن؟ 2024