التاريخ قد يكتبه المنتصرُ كيفما شاء، لكنه لا يبقى مزوراً وزائفاً إلى الأبد، حالنا اليوم يؤكد أن هذا التاريخ لا يرحم من كتبه زوراًَ وكذباً وبهتاناً.
نظام صالح أحد مزوري تاريخ اليمن الحديث، كان بمقدوره مغادرة الرئاسة عزيزاً كريماً وبطلاً ولو لسنوات قابلة، لكنه أبى إلا أن يرحل مهاناً وذليلاً ودجالاً، إنها عدالة السماء الجبارة المنتقمة لكل مظلوم.. السيد/ علي سالم البيض واحد من الوطنيين الوحدويين الذين كفروا بالوحدة نتيجة لهذا الغدر والكذب والزيف، ربما استطاع صالح كتابة التاريخ على طريقته ونهجه المعتاد طوال ثلاثة عقود ونيف، لكنه لا يقدر حفظه إلى الأبد.
وزير إعلام أدولف هتلر (جوبل) القائل: "إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس" ربما أفلح في تزييف الحقائق على الداخل والخارج، لكنه لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما صار كذبه لعنة تطارده إلى قبره حتى يومنا.
الجنرال "فرانكو" أراد تخليد اسمه بفعل تاريخي استثنائي، لنصف قرن وفرانكو في ذاكرة وتاريخ الشعب الأسباني كمنقذ ومخلص له من حروبه واستبداده، قبل ثلاثة أعوام فقط أعلنت بلدية مدريد خلوها من صور وتماثيل الجنرال فرانكو، هكذا إذن تباهت العاصمة بخلوها من زمن الطغيان، نهايته الديمقراطية ربما كانت مشرفة له في سفر أسبانيا الحديثة، لكنها بمنطق التاريخ لا تشفع له جرائمه المقترفة في الحرب الأهلية.
الرئيس/ صالح من النوع الذي احترف الكذب والزيف والقتل والخداع والعبث، ربما ظن أن تزوير وطمس تواريخ أسلافه مسألة عادية لا يلزمها سوى مؤرخ مزور أو إعلام كاذب أو قربان دم أو حزمة بنكنوت، فالتاريخ وفق معيار صالح هو ما يدونه الحاكم لا المؤرخين والباحثين، ألم يصف القذافي ذاته بالمجد والشرف والثورة والقائد العظيم ليس في ليبيا وإنما للعرب وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
السؤال الماثل: متى ستتطهر اليمن من طغيان الزيف والكذب؟
قريباً سنطوي جميعاً تواريخ كئيبة، مثقلة بالفساد الأخلاقي والسياسي، قريباً ستكون صنعاء خالية من الطغاة، إنها عدالة السماء.. فكما تدين تُدان.
،،،،،
محمد علي محسن
صنعاء نظيفة من الطغاة 2253