تاريخياً.. اليمن مهد العروبة وأصل الأمم، تعاملنا معها كمقولة ليس لها أثر في حاضرنا، مجرد مصطلح مفرغ من معناه اخذته الأيام ومضى وصدأ في قاموس حياتنا وأسباب ذلك عوامل عديدة، لكن أنكأها جرحاً وأعمقها شرخاً في البنية الاجتماعية من شوه الصورة الجميلة بقبح واستبدل العمل بالقول والمنجزات بالوهم.
صرنا نخجل من القول بأنني "يمني"، ونتوارى حين نلمح السؤال على الشفاه من أين أنت؟!
الوطن الذي نحسبه امتداداَ للأمم، مجهول وعلى خارطة الواقع حين البحث عنه تأتي النتيجة خطأ في الإدخال أو يرجى التأكد من الطلب مثلنا كمثل ذلك العربي القديم الذي كان يخجل من ذكر قبليته "أنف الناقة" هل حقيقة ما يقال: إن من ليس له ماضي لا حاضر له، أين صحتها من حاضرنا كشعب وأرض؟، لنقرأ واقعنا كوطن وإنسان دون تشويه الحقيقة، هذا إذا كانت قراءتنا صادقة أو بالأصح إن كنا نمتلك مفهوم القراءة.
ما الذي يملكه وطن غير اسمه وبما يراهن علينا حين وجدنا من يتعامل مع الوطن كملكية خاصة، ويلغي تاريخه من الواقع والأذهان ويمحوه، فلا تدري الأجيال ماضيها إلا حاضراً مشوهاً ومستقبلاً مجهولاً.
الانتماء والحب للوطن شيء فطري، لكن ما فطرت عليه الأنفس يمكن أن يزول عندما تبحث عن الوطن فلا تجده، حينها لا يمكن للانتماء في القلب مكان.
"نحن اليمنيون" شعبٌ استثنائي، فسرها كما تشاء، لزاماً عليّ لما قيدت نفسي به العنوان ولأنني والكثير لم نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا يمنيون "وسيبقى نبض قلبي يمنياً" إلا لحظة انكسار الخوف في نفوسنا وانكشاف الزيف، شعرنا بحقيقة الوحدة وحقيقة الانتماء لليمن الذي كان مغيباً فينا بفعل فاعل.
تجردنا من المصالح إلا لأجله، ودفنا اعتزازنا بالقبيلة وتجاوزنا انتماءاتنا الحزبية، فصرنا قلباً واحداً وصفاً واحداً ويجمعنا هدف واحد.
ختاماً.. إننا شعبٌ انتصر سياسياً وأخلاقياً وأثبتنا للعالم بأننا مهيئون لقيادة دولة مدنية بوعي واقتدار.
،،،
علي سليمان الدبعي
ارفع رأسك أنت "يمني" 1930