إذا وصفت موقف صالح تجاه المبادرة الخليجية بالطفولي سأكون منصفة من ناحية طريقة التفكير فقط لأن الطفولة براءة وطهر وهاتان الصفتان مستحيل أن تكونا رفيقة شخصية صالح ...طبعا" العتب لا يعود عليه وإنما على الأشقاء الخليجيين الذين رغم معرفتهم كحقيقة هذا الرجل الجاهل الذي لم ينتفض شعبه ضد بقائه سوى من أساليبه الهوجاء التي يمارس بها سياساته التي جرت البلاد إلى مستنقع الفساد والظلم ومع هذا مازالوا يعتبرونه رجلاً حكيماً ويحاورنه كعاقل ...أصبحنا نشعر بالخجل من أنفسنا التي قبلت حكم هذه العقلية لأكثر من ثلاثة عقود عقليه جعلت مصير وطن وشعب مرتبط بحضور المعارضة إليه أثناء توقيعه ليثبت لنفسه التي تفتقر للسمو بأنه انتصر عليهم وجعلهم يأتون إليه صاغرين طبعا" هذا ليس بالغريب عن رجل يتصف بالجهل الذي يقوده دوما" نحو التصرفات الطفولية التي تتسم بالعناد الذي يرسم هذا التناقض، فهذا الرجل مازال يطمح بأنه سينتصر على ثورة شعبه الذي من المستحيل أن يتراجع عن مطلب رحيله، فهو لا يجيد دراسة الواقع فعقليته محدودة ومحصورة في أحداث سابقه لم تعد تتشابه مع هذا الحاضر الذي رسم انتفاضة شعوب إرادتهم لا تقبل الذل أو الانكسار.
فأي انتصار ستحققه في وطن يئن من بقائك رمزاً للتخلف تحت مظله حزب الغفر الرجعي العام فلا توجد معركة لتعلن انتصارك لأنها انتهت اليوم بانتصار عزيمة شعب حُر قرر مواصلة نضاله بصبر وصمود كفيل بأن يجتثك مع نظامك الفاسد إلى قضبان العدالة التي تتحرى قدومك لتشفي غليلها من ظلمك المجحف بحق شعبك.
فالله عز وجل لم يوفقك بالخروج المشرف وألهمك الفكر الطفولي لتتنكر لتلك المساعي التي حاولت إنقاذك قبل إنقاذ الوطن.. أتدري لماذا لأنه يعلم سوء نيتك التي دفعتك إلى مزيد من المماطلة والكذب لاكتساب الوقت الذي حسب تفكيرك الطولي ـ بأنه سيمكنك من استنفاذ صبر الثوار من خلال أنصارك المأجورين المدسوسين الذين يثيرون الفتن ويفتعلون المشاكل من أجل نشر الكراهية والتناحر بين أوساط الثوار لتجهض ثوره وطن سئم أن تحكمه عقلية لا تؤمن سوى بسياسات الفقر والتجويع، فأنت فاشل في كل شيء حتى بإنقاذ نفسك ....
أتدرون ما الذي أضحكني في خطاب صالح اليوم ؟!عندما قال بأن الدول العظمى المتمثلة بأمريكا تبحث عن الأنظمة السياسية الضعيفة وتريدها في الحكم وهو بهذه المقولة يفضح سر بقائه في السلطة لأكثر من ثلاثين عاماً ..
*بقايا حبر:
من الولاء والانتماء صنعت مسافة عشق يقود نبضي إلى الإحساس بمعاناة وطن تنكر لأنينه الكثير ممن اعتمت قلوبهم فلم يشعروا بأولئك الأحرار الذين رسموا ملامح جماله بدمائهم، وماتت ضمائرهم فلم يتنفسوا الحرية التي اشتراها الثوار بأرواحهم .
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
صالح وفكره الطفولي... 2097