"بدون أي مزايدة أو مجاملة" تمنيت لو أكون في صنعاء وتحديداً في شارع الستين لأحضر الحفل الشعبي والجماهيري الجميل والرائع لعيد الوحدة، هذا الحفل الذي عبر عن مدى تلاحم الشعب اليمني ومدى حبه وتمسكه بالوحدة، احتفال حقيقي ورائع لأنه جسد للعالم أجمع وبين لهم أن من يصون الوحدة ويحافظ عليها هو الشعب وليس النظام الذي لم يستطع مؤيدوه أن يحضروا إلى جمهورية السبعين من أجل تقديم الولاء والطاعة للشرعية الدستورية الزائلة.
فالرئيس أراد في هذا العيد أن يرهب الشعب اليمني مستعرضاً قوته وسلطته من خلال العرض العسكري، فإذا تتذكرون كان الرئيس قد تحث عن الجيش وقال إنهم وجدوا من أجل الاستعراض في الأعياد ويتم استخدامهم في القضاء على أي أعمال شغب.
وها هو اليوم وبعد أن هدد وتوعد من لا يريدون الانصياع، متحدثاً أنه سيواجههم بكل الطرق، ملوحاً بقيام حرب أهلية على الأفق، هاهو ذا يريكم الجيش الذي تحت أمرته وسلطته من أجل إرهابكم، هذا الأمر لن يجدي ولن ينفع، خصوصاً في هذه المرحلة وبعد أن اكتسب الشباب القوة والصبر والتحمل وكسروا أيضاً حاجز الخوف وواجهوا الموت بصدور عارية، لن تخيفهم بذلك، إن مؤيديك هم من يتجمعوا في جمهورية السبعين وهم من أفراد الجيش وليسوا من الشعب كما تزعمون، فحين تطلب الأمر ظهور الجيش والمؤيدين معاً عجزوا عن ذلك.
أقول ذلك لتعرف أيها الرئيس أن الشعب لم يعد من صفك والشعب بكل فئاته وطبقاته وشرائحه وهذا ليس له سوى معنى واحدة وهو انتفاء الصفة الشرعية والدستورية لبقاء السلطة كاملة، فقد أسقطها الشعب عندما خرج من كل محافظات الجمهورية دون استثناء.
وإذا ما تحدثنا عن المبادرة الخليجية، فنحن لم نعد بحاجة لها ورفضك التوقيع عليها لن يقدم أو يؤخر، لأن الشعب يرفض تلك المبادرة التي لا تتضمن محاكمة أفراد النظام وأعوانه.. وأنا هنا لا أقلل من الشأن الخليجي والجهود المبذولة من أجل إخراج اليمن من أزمته الراهنة، تلك الأزمة التي كان ولازال النظام وأعوانه السبب الرئيسي في إيجادها، علماً بأن ما يجري الآن وكما قلت سابقاً هي ثورة شعب.
عموماً إن الشعب ماضي قدماً نحو تحقيق أهدافه وأحلامه التي أراد أن يحققها ولا يكون ذلك إلا بالتواجد في الساحات، وأخيراً وليس بآخر إن الاحتفال بالعيد 21 للوحدة في الساحات كان ضربة قاضية للسلطة التي دائماً ما تراهن على انقسام الشعب وتفلك وحدته.
ولعمري إنها ضربة مُعلم.
كروان عبد الهادي الشرجبي
ليتني في صنعاء!! 2259