لا يشرفنا أن نذكر أسماءهم، كما لا يستحقون حتى الكتابة عنهم أو الحديث في أي وسيلة من الوسائل الإعلامية المختلفة، مقروءة أو مرئية أو سمعية، حتى لا نجعل لهم قيمة أو سعراً، فهم بلا مبدأ وإن ادعوا بأنهم أصحاب مبادئ، فهم مستعدون أن يغيرونها كل يوم وفي أي مكان وزمان، المهم امتلاء خزائنهم من أموال الوطن والشعب وخيراتهم.
ورغم ذلك دائماً يهاجمون الشعب ومستعدون للتخلي عن الوطن والتغاضي عن قضاياه المختلفة دون خجل، المهم أن يستلموا الأموال وبأي عملة أو لون كانت.
فثورة الشباب واعتصاماتهم السلمية ومطالبتهم بإسقاط النظام الفاسد في نظرهم ثورة فوضويين، والظلم يتحول في حديثهم إلى عدل، وتفشي الفقر ونهب الأموال العامة والإدارة الفاسدة وكل عوامل التخلف إدعاءات باطلة، يدعيها الجموع الغفيرة بسبب عقولهم المتخلفة.. هكذا يدعي هؤلاء، لأنهم لا يعرفون لغير المال عهداً ولا لسواه ميثاقاً.
المال هو وطنهم وكرسي السلطة شعبهم، هذا هو دستورهم ومحركهم وموجه رؤاهم، مستعدون للمتاجرة بالشعارات ومستعدون أن يوحوا بأنهم وطنيون مخلصون، يرتفع صوتهم بالنضال ويقتاتون من اللعب بالعواطف ويجنون الربح من عبارات قديمة ويتقلبون وينقبلون كل ساعة وكل يوم، كل ذلك يرجع على ما تقرر من قيمة أو سعر من الأموال والرشاوى أو يرجع على ما تقرر من وعد بمنصب أعلى أو الاحتفاظ بسلطة ما يجلس عليه من الكراسي.
إذا كتبوا هؤلاء، فأقلامهم مدادها بلون العملة المستلمة، عقولهم قبلتها الأموال، وأوطانهم خزائن النظام وسلاحهم الدائم المزايدة والابتزاز وإدعاء الوطنية، هؤلاء هم الانتهازيون من صائدي الفرص للوصول إلى كراسي السلطة، هؤلاء هم المأجورون، عبيد الأموال، عبيد العملة، يتنفسون من هواء تراكمها وعدها، لأنهم غير قادرين على أن يتنفسوا هواءً نقياً.
إن هذه الأوصاف تنطبق على بعض المأجورين من رجالات الفهلوة والتهريج في السياسة والثقافة والعلم، بما فيهم الصحافة وغيرها من المجالات، وتحديداً نقصد بعضاً منهم ممن يكونوا ضيوفاً دائمين لبعض شاشات التلفاز المحلية أو الخارجية من الذين يتم استئجارهم للظهور في هذه الشاشات، ليس رغبة في إثراء عقول المشاهدين بتحليل قيم، أو معلومة جديدة، أو رؤية عميقة للثورة في الوطن لإسقاط النظام، وإنما من أجل الكذب والتضليل وتشويه صورة المعارضة للسلطة القائمة وخاصة التشويه والاستخفاف بثورة الشباب والثوار الآخرين من الشعب المعتصمين سلمياً في ساحات التغيير والحرية من أجل إسقاط النظام.
ضيوف الشاشات التلفزيونية هؤلاء، يريدون إلهاء الناس بكلام فارغ ومضلل وإشغال الرأي العام عما هو أهم عبر حناجرهم الأجيرة التي تقول ما يوجه إليها وتكتب ما يملى عليها.
محتالون بلا مواقف، وليس لهم مبدأ، لو دفع لهم الشيطان لتدمير الوطن صاروا بوقه الصاخب ولو تركهم الشيطان أو هرب خلعوا رداءه وانتقدوا سلوكه وطالبوا تقييم تجربته، وإذا عاد ودفع لهم عادوا مرة أخرى ولبسوا رداءه.
إن ثورة الشباب والشعب لا تدفع لهم ولماذا تدفع أصلاً؟ إذ ليس لديها ما تخشاه وخطابها وبرنامجها وتوجهها لا يحتاج أمثال هؤلاء الأسرى، أسرى المادة وسجناء الدولار.
إن طريق ومسيرة ثورة الشباب والشعب مكلل بالانتصار المؤكد، لهذا لا أحد يهم، إذ لماذا نجعل لهؤلاء سعراً، لماذا يمكن أن نكتب أسمائهم، فينالوا شرفاً لا يستحقونه؟.
إن مثل هؤلاء سوف يبقون هكذا بلا قيمة وبلا مصداقية حتى وإن ادعوا الوطنية، وإن وجب علينا أن نضع على رؤوس البعض ما يناسبهم سنضع عليهم تاج الخيانة والاحتقار، لأنهم لا يحبون الوطن والشعب، بل هم عبيد المال لأنهم لا يعرفون لغيره عهداً، ولا لسواه ميثاقاً، والله من وراء القصد.
* على مهلي:
لأني لست كالكبريت أضيء لمرة وأموت، ولكنني كنيران "المجوس" أضيء من مهدي إلى لحدي ومن سلفي إلى نسلي..
طويل –كالمدى- نَفسي وأتقن حرفة النمل..
على مهلي..
لأن وظيفة التاريخ أن يمشي كما نُملي..
طغاة الأرض حضرنا نهايتهم..
سنجزيهم بما أبقوا..
نطيل حبالهم..
لا كي نطيل حياتهم.. لكن لتكيفهم.. ليشنقوا!!
* "توفيق زيادة" من شعراء المقاومة الفلسطينية.
نبيل مصطفى الدفعي
عبيد السلطة والمال والتشويه لثورة الشباب والشعب 2270