الإهداء إلى/ القائد الفذ الملهم المناضل الرمز الضرورة(شباب الثورة في ميادين التغيير)
هذا النظام دخل إلى تاريخ وهو لا يستحقه وخرج من التاريخ لأنه لا يستحقه، تعمد إقصاء الشركاء فأقصاه الشعب، أراد أن يتفرد بالانتصار فهزمه الوطن، أراد أن يسرق النصر الوحدوي فقبض عليه متلبساً شباب التغيير.
وهذا النظام أراد الديمقراطية خالية من معناها الحقيقي كنظام حل مشكلات ومارسها هواية مع الجماهير وتندرا عليها،فكانت الجماهير التي مارستها انتماءً من أسقطه كنظام.
من هذه اللعبة على المتناقضات فشل النظام أن يحقق الحد الأدنى من بقائه قابلاً للتعايش مع الآخر، سيطرت عليه رغبة التملك حد التهور ـ تمديد وتوريث ـ، فكان الرحيل بلا تاريخ ولا جماهير. مطلب شعب.
كأنه اشتغل بجدارة وتفانٍ ضد نفسه من حيث لا يدري، استخذى لإدارة وطن بالأزمات لتكون الحصيلة انتقال بالأزمة من ساحة وطن إلى ساحة نظام، هكذا النظام يترجم المثل الشعبي (من زرع الحيلة صلب الفقر)، حين أراد تغييب الثورة باسم الصالحية غيبته ساحات الوطن ، وحين غامر باللعب على عنوان الوحدة ـ حراك، قاعدة، حوثية ـ أوقع نفسه لاستهدف الشعب، من ذات الحيلة التي أتقنها ارتد ملموما محسوراً، أراد كل شيء ولم يكن يمتلك شيئاً، كأن هذا الوطن لدى النظام لم يكن يستحق حياة أو هكذا قرر ليجد نفسه محاصراً لنفسه بكثير من التوجس وسوء الظن، هذا اللعب الذي استهلك الوقت والجغرافيا وأفقد الإنسان الشعور بالمواطنة، انقلب اليوم إلى شعور عميق بالمسئولية الوطنية والضمير الأخلاقي من خلال الثورة الشبابية السلمية, وبين الشباب و(الشيوبة) مفارقات كبيرة ـ الأول: يتعامل مع أحدث متطلبات العصر والآخر: يمارس القتل والقهر وكثيراً من الدعاية والإعلان، الشباب يتناغمون من خلال الفيس بوك وأحدث منجزات العلم ويعيشون إيقاعات العصر وتطلعاته، والنظام في سكون وركون يجد نفسه وقد فاته القطار بلا محطات انتظار، الشباب يقولون: إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. والنظام يقول: واجهوا التحدي بالتحدي والاعتصام بالدبابة.. إذاً من يمتلك ساحات التغيير بعيون المستقبل ليس كمن يشعل المواقف ويزيدها تحديات ضد وطن.
هكذا تبدو المعادلة بين جيل يدرك كيف يريد؟ وماذا يريد؟وما معنى المستقبل؟؟ ونظام يلجأ إلى القمع وضخ مياه المجاري ليلقي بها على الأحرار، يفكر جيل الشباب بحياة عصرية وحرية وكرامة ويفكر النظام بالوباء منتشراً وآلات الجند ومجنزرات القمع، وبين جيل حداثي ونظام بالٍ قديم هوة واسعة لا تقبل الامتلاء،شباب التغيير من تطلع وحياة رخاء، والنظام من أزمات وتحايل وامتلاك مؤسسات دولة لأفراد.. إذاً يكون للأول الشباب قدرته في الدخول إلى العصر بثقة ويقين ووحدة وطن، ويكون للثاني خيبة وكثير من الوساوس واعتلاء عرش الأزمة من رغبة الحيازة على عرش الملك والتوريث والتمديد اللذين أنكرهما لاحقاً.
كأن الزبيري وعبدالمغني والثلاياء والعلفي والحورش... إلخ لم يكونوا شهداء ولم تكن هناك حرب 7سنوات، لذلك من اجل استعادة هوية الشهيد وهوية الوطن قدم الشباب جمعة الكرامة، وأربعاء الحرية، وجمعة الوفاء للجنوب وجمعة الوحدة.. أيام كلها استبسال لتحيا الحياة وتلتقي الثورة بالوحدة ،هذا الالتقاء يعجز النظام أمامه أن يفعل شيئاً، ومن لم يفعل شيئاً لبلاده كيف له أن يدير دولة، الأولى إذاً أن يكون شباب التغيير هم المعادل الموضوعي للمستقبل الذي يبدأ زمنه اليوم، وفي اليوم تتجلى إرادة واعية فاعلة قادرة على أن تنجز تاريخاً لم يكن النظام يكترث له، أو كان يريد امتلاكه كيفما اتفق وكأنه تحصيل حاصل لامتلاك وطن، فلا الوطن صار طوع يمينه ولا التاريخ قبل به.
هذا النظام ما يكاد يربح حتى يخسر،الخسارة لديه منطلق ربحية فكيف عليه أن ينتصر؟!!.
لذلك يقدم تنازلات للوصول ،وحين يصل يسترد تنازلاته، وبين هذا وذاك الوطن لديه قابل للمراوغة والخديعة، هو لذلك يجيد التآلف مع المواعيد ويتقن تأكيدها كرقاص الساعة يجيء ليروح، هو إذاً نظام يسعى إلى حيث الفرص ما استطاع وإلى ضياعها حد العض على النواجذ،فلا المراوغة قدمت ما يرنو إليه ولا التأجيل للمواعيد قدم انتصاراً، الانتصار لديه لعب على الوقت وترحيل أزمة ولا يهم بعد إن استطاع حلها من عدمه ، المهم أن يكسب رهان الوقت للوقت ،لذلك ضاعت المبادرة وخسر الفرصة وعلى هذا الأساس يفتح أزمة أكبر من أختها حين يشترط مستحيلات لا يقدر أحد على تحقيقها ليقدم لاحقاً تنازلات دفعة واحدة،فلا استقر على الصلابة والمكابرة ولا عفى نفسه من مواقف محرجة، والإحراج لديه جزء من حل وقت الضرورة لا يهمه، كما لا يهمه أي تنازل يقدم مادام يحقق فسحة وقت لفسحة عيش إلى حين تسنح الفرصة بموالاة تقدم له عذراً وكثير من المواعيد العرقوبية وكثير من سوء الاحتمالات حين يقترب منها يقتنع بها حتى إذا ما عاد إلى ذاته وخلا بنفسه رأيناه قابلاً للتنازلات ،التنازل لديه وقتي حتى موالاة أخرى يقدر من خلالها على إضافة بند على المتفق ومن بند إلى آخر تضيع المبادرات وتتجه الأزمات صوب ما هو مؤلم ولا يهم أن تحدث تداعيات تكون في منأى عن النظام الذي قد يستمتع بها وهو في حل منها، يتبرأ من ساحاتها بمجرد حدوثها،ليفكر في مستوى إضافي لكارثة أحذق من الأولى.
هو بهذا نظام تفكيره آني لأزمة قد لا تنفرج إلا على مؤلم ومؤلم جداً، يقبل على اختراق الهدنة وفجأة يعلنها هدنة بلاحدود ،حين يفكر في السلم الاجتماعي يطلق عنان خياله لصراع هنا وهناك، بعناوين سلم واستقرار،وحين يجدها أوشكت على الحل ويدرك المستهدف مصدرها حينها تنطلق شعارات الحب واليمن في قلوبنا ،ويحشد الساحات، يملأها بالجماهير ليلقي عليها قولاً ثقيلاً بمواعيد تنمية ودولة رفاه ،هذه الدولة التي أضحت مطلباً لشباب التغيير ونكداً على النظام الذي لا يفقه كيف تكون.
من أجل ذلك يؤجل مبادرات وحلول ويدخل في مسألة عفى الله عما سلف وصفحة جديدة ،وكم من الصفحات طويت والوطن يراوح مكانه بلا دولة دستور أو قانون، فيما الإعلام يحدثنا عن سجاياه، قلب كبير ومتسامح ومتصالح ولا يتحدث عن خرق النظام للقانونون ونسفه للدستور باستمرار ولا عن مساوئ الارتجال والعشوائية في إدارة بلاد.
كأن هذا الشعب لا يستحق غير التعب اليومي، ينام على أزمة ليصحو على كارثة، من أسعار مرتفعة إلى كهرباء، فغاز، فحروب وتقطعات، فإرهاب والقائمة لا تنتهي، تستمر المتواليات المؤلمة ولا يكل النظام، فيما الشعب يظل متعسياً أن يكون النظام قابلاً للهدنة وحيث لا هدنة يكون الخوف مهيمناً، هكذاتم استدراج قيادات وحدوية إلى التآمر عليها، هكذا النظام ما إن يبسط نفوذه حتى يستحوذ ويمتلك ويخلخل ، يؤمن بالإقصاء والإلغاء وتأملات ما يجري بارتياح، أحدث شروخاً في جدار وطن، كما أحدث تشققات في جدار الوحدة لتقبل الخراب ومجرد فيد فقط وملكية خاصة، فلا الوحدة الوطنية نهضت ولا هو تشبع استحواذاً وسيطرة.
وبين نظام لا يستحق أن يقود بلداً وبلد لا يستحق أن يكون على قلق ـ تأتي ثورة الشباب تخلصاً من عبثية قائم وإهدار حقوق مواطنة متساوية وتتسع لتعم وطن، فيما النظام يبرأ من كل أزمة صنعها دهاؤه، ولشباب الثورة القدرة على استيعاب هذا الدهاء، فيما النظام يعجز عن أستيعاب الشباب بروح معاصرة، لذلك يصعدون نحو الحرية ويستعيدون وعياً وهوية وتاريخ ووطن ومستقبلاً وسيصعدون ويصعدون وينجحون ويصعدون.
محمد اللوزي
شباب الثورة في ميادين التغيير 2065