إن الثورة الشبابية المباركة هي الجسر الذي تعبر عليه اليمن إلى المستقبل، فهي ثورة القفزة الحضارية، التي نقلت اليمن من خلالها من الخوف الذي زرعه النظام الخوف على الوظيفة وعلى الاستقرار إلى الأمان، ومن الإذلال الذي تعمده هذا النظام البائس مع شعبنا إلى العز الذي يستحقه اليمن السعيد، ومن المحاباة حتى أخوة أزواج البنات والأخوات صاروا محافظين إلى المساواة في تكافؤ الفرص، وفي الوصول إلى المناصب، وفي الحياة العامة، وفي حق التعليم والعمل والحياة وحقك في الحكم، ومن الظلم في كل شيء في القضاء وفي المعاملات وفي الوظائف إلى العدل في ذلك كله، ومن جور نظام علي صالح ـ النظام العائلي المتخلف ـ إلى سعة الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والحقوق والواجبات، ومن الضعف إلى القوة، ومن التخلف إلى التقدم، إنها الجسر الذي تعبر عليه اليمن من عهد بائس إلى عهد مجيد، من عهد يهددنا بالقوة والسلاح وكأن بلادنا على برميل بارود، أو بيت ملغم، وصالح في يده الصاعق، فشعبنا يعيش تحت رحمته وكأننا عبيد عنده، إلى عهد الحرية الذي لا يرى أحد نفسه إلا هو فوق الخلق، لا يسأل عما يفعل، ويرى نفسه فوق القانون، ويحسب كلامه قانون.
إن اليمن بلد الخير بلدة طيبة، مباركة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"، وهو اليمن السعيد الذي غير مجرى التاريخ الإنساني إلى الأبد باختراعه السدود، وبنى أعظم الحضارات، فالثورة تسعى إلى يمن الحضارة الذي غيبه النظام، يمن لكل واحد فيه احترامه، فالقبائل الذين شوه النظام صورتهم من خلال تشويه مفهوم القبيلة، والقبيلة هم خط البداية والنهاية في هذا الشعب، واليمن كله قبائل، والقبيلة جزء من العرف اليمني، والأخلاق القبيلة لها إيجابياتها التي يجب أن ترسخ ولها سلبياتها التي يجب أن تصوب ولكن القبيلة ليست عدو لليمن يحاول النظام استعداء اليمن ضد القبيلة، وكأن القبيلة اليمنية رجس يجب التخلص منه، وهذه العدائية للقبيلة هو استهداف لليمن في أهم مكوناته الاجتماعية.
د. محمد عبدالله الحاوري
الثورة الشبابية والمستقبل المشرق 2080