أتدرون من أقصد بالمتضرر في العبارة التي عنونت بها مقالتي ؟؟
أقصد رجال الأمن الذين يعتبرون أكثر الفئة المتضررة من هذا النظام، فهم يقدمون منجزات عظيمة لا تقدر بكنوز الدنيا، فهم الأمن والأمان للوطن.
ما أستغرب له عندما أجد هؤلاء يستخدمهم نظام صالح لقمع المتظاهرين الذين يخوضون معركة مع الظلم والفساد الذي طالهم قبل غيرهم ومع هذا تجدهم يقفون بشموخ مع هذا النظام، فيقتلون ويسفكون الدماء ليدافعون عن بقائه بالحكم ولا ادري من أجل ماذا، فإذا كان رجال الأمن يعُطى لهم حقوقهم يمكن حينها كنا سننفي وجه الاستغراب وسنقول بان مستوى معيشتهم جعلتهم لا يشعرون بمعاناة المواطن ولكن المصيبة أنهم يعانون أكثر، فدخلهم محدود جداً مقابل ما يقدموه للوطن، فبالله عليكم لما يكون راتبهم لا يتجاوز الثلاثين ألف وفاتحين بيوت يعني مسؤولية أطفال وإيجارات وفواتير مياه وكهرباء وديون البقالة اللي يجي أخر الشهر قد قائمة الدين ثلاثة أضعاف الراتب، فكيف ستكون عيشتهم بالطبع هم ونكد وطبعا" يلجئون اغلب الأوقات للبحث عن وسائل أخرى للتكسب وللحصول على ما يستر حالهم وأنتم فاهمون ماذا أقصد بالوسائل الأخرى وهذا ذره من أكوام الفساد اللي ببلادنا المسؤول فيها يملك فلل وسيارات وأرصده بالبنوك وهم لا يقومون بجزء مما يقوم بها رجال الأمن، فيكفي أنهم يشترون بأرواحهم أمن الوطن وهذا بحد ذاته يكفي لأن يكرموا أعظم تكريم لكن هذا التكريم لن يكون في ظل هذا النظام الذي يفتقد معايير العدالة التي تجعل المقارنة بين جهد ذلك الجندي المناضل لا يتساوى ولا يقترب حتى درجة مما يتقاضاه من أجر فذلك المسؤول عديم الهمة والضمير يتكئ على رفاهية العيش بمقابل انه فاسد لا شغل له سوى أنه يسرق وينهب ويرتشي تحت مظلة منصبه وهذا طبعا" أصبح أمر طبيعي لا يثير الاستغراب في ظل غياب السلطة التي لا هم لها سوى تطبيق سياسات هوجاء من أجل البقاء في سلطة المكاسب.
فما أريد أن أقوله هو إني أشعر بالاستغراب من غياب رجال الأمن عن الثورة التي ستحررهم قبل غيرهم ممن يسلبهم العيش الكريم الذي يستحقوه مقابل ما يقدموه للوطن، فكيف يكتمون أصوات الحرية التي تنادي بالحياة وكيف يقوموا بقنص إرادات تطمح بدولة مدنية تجعل المساواة في الحقوق أبرز معالمها .....فما تفسير هذا التناقض بين الواقع المُر الذي يعيشه رجل الأمن وبين عدم رغبته بالتغيير، حيث أنه يطبق أجندة النظام القمعية ضد ثورة انتفضت من أجل العيش الكريم ؟؟!!
*بقايا حبر:
قد يتخلى الإنسان عن المقابل المادي إذا وجد الجانب المعنوي الذي يجعله يشعر بعظمة ما يقوم به، لكن رجل الأمن في اليمن يفتقر إلى الاثنين.
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
متضرر يدافع عن بقاء الضرر!! 1995