كانت الثورة المصرية هي شعلة الثورات في الوطن العربي ضد الأنظمة التي جثمت على صدور الأمة وأذلتها وحاولت طمس هويتها وتشويه تاريخها ومجدها العريق.
وحين تم إضعاف وتهميش دور ومكانة مصر في الوجود العربي، ضعفت كل الدول العربية وتاهت شعوبها حين تاه الشعب المصري، لان مصر باعتقادي هي قلب الأمة العربية، فإذا ما عادت نبضاتها إلى الخفقان تدفقت دماء الحياة في شرايين الشعوب العربية لتعيد الحياة إليها من جديد وتفيق من غيبوبتها الطويلة.
لذلك كان إحساسنا بالفرح العظيم حين انتصر إخواننا الثوار في مصر لا يقل عن إحساسهم، بل شعر كل فرد في هذا الوطن وكـأنه ساهم في صناعة الثورة المصرية وصدق رسول الله القائل (إنما المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى)، "والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، ولذلك توالت الثورات العربية واحدة تلو الأخرى, لم نفرح بعد بالانتصار، لكنه بلا شك قادم في كل الدول العربية الثائرة.
عندما شاهدت بالأمس على شاشات التلفاز الشباب المصري وهم يحاولون العبور إلى غزة أدركت كم أن هذا الشعب عظيم، فقط كان يحتاج أن تفك عنه القيود ليفك هو قيود أمة بـأكملها ، وسيـأتي بإذن الله اليوم الذي يعبرون فيه إلى فلسطين -قائدين ومحررين- لقد بتنا نرى ذلك المشهد مرأى العين وما ذلك على الله بعزيز.

 اللحظات الأخيرة:
ثورتنا اليمنية في لحظة المخاض تعاني ولادة عسيرة لان الكل خذلها وترك الشباب في الميدان يواجهون رصاص الظالم الجبار بصدورهم العارية.
فيارب اعتصمنا بحبلك وتوكلنا عليك، فكن يا عظيماً معنا وهب لنا نصراً إنك أنت العزيز القدير.
 
كأننا عشرون مستحيلاً
هنا على صدوركم.. باقون كالجدار
وفي حلوقكم كقطعة الزجاج ,كالصبار
وفي عيونكم زوبعة من نار
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع.. نضمى.. نتحدى.. ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
نملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال.. جيلاً ثائراً.. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيلاً
(توفيق زياد)