على الرغم من كل ما قيل ومازال يقال عن الثورة اليمنية بأنها ثورة أحزاب وليست ثوره شباب وبأنها طالت أكثر من اللازم وهذه الإطالة تشير إلى فشلها.. طبعاً هذه الأقوال ليست صحيحة لأن طول المدة وقصرها ليست معياراً حقيقياً للحكم، ما إذا كانت الثورة ناجحة أو فاشلة، فلابد أن تكون هناك رؤية واضحة وليست وهمية، رؤية عادلة من منظور الأهداف والقيم التي خرجت من أجلها الشعوب وانتفضت تدعو بها.
ومن هذا المنظور نستطيع القول وبكل فخر بأن الثورة اليمنية ناجحة منذ أول يوم خرج فيه الشعب يٌطالب بإسقاط النظام الفاسد، فهذا المطلب إلى جانب مشروعيته قد تجسد بمظهر سلمي أذهل العالم بأكمله كون المجتمع اليمني كان مصدر قلق وتخوف للمجتمع الدولي ككل، فكانوا يخشون أن ينتفض الشعب بسلاحه ولكنه أجهض كل الشكوك والمخاوف وأنتفض بمطالبه المشروعة بسلمية تجسد لرغبته الحقيقية في التغيير التي لا تكون صادقة إلا بتغيير الذات أولاً فهم يريدون دولة مدنية يحكمها النظام والقانون وليس السلاح والفوضى.
لذلك من الطبيعي أن يجسدوا هذه الرغبة بسلمية فالله، عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم أما بالنسبة لما يقال بأنها ثوره أحزاب فنحن نعلم بان الثورة ثورة شعب وليست ثورة جماعة أو فئة معينة لذلك من الطبيعي أن يوجد فيها مختلف التيارات الحزبية والمذهبية والقبلية، لكن المهم أنهم توحدوا في الهدف الذي احتضنهم جميعاً باسم الثورة فالرغبة بالتغيير لم تكن وليدة اللحظة أو الصدفة وإنما هي أحلام تراكمت منذ سنين، أحلام تطمح بالحياة الكريمة والمستقرة التي لن تتحقق في ظل هذه الأنظمة الديكتاتورية ...
فاستمرار الثورة إلى أربعة أشهر أمر طبيعي فالنظام القمعي لا يسقط بسهولة ليس لقوته أو لمشروعيته وإنما لأنه نظام فاسد أضفى على حاكمة صفة التجريم، لذلك أصبح صالح يعيش في حالة قلق لا يُحسد عليها، فالمشاهد الأخيرة التي حصلت لمبارك جعلته يخشى من كابوس المحاكمة، لذلك هو يحاول اقتناص لحظات هدوء من الشعب حتى يستعطفهم بأن يجعلوه يخرج بسلام دون ملاحقة قضائية ولكنه فشل لأن وسائله القمعية لن تساعده على تحقيق ذلك، فهي ولدت ردود أفعال لم يكن نظام صالح يتوقعها فإصرار الثوار وعزيمتهم زرعت بداخلهم إرادة أكبر من وسائلهم القمعية التي استخدموها للتخويف..
*بقايا حبر:
سلاحك لن يقنص إرادتي
وقمعك لن يحصد سكوتي
وعنفك لن يقتل كرامتي
فروحي جعلتها عنوان ثورتي
ودمي جعلته رمز كرامتي
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
النظام القمعي لن يسقط بسهوله؟! 1794