اشتقنا لساعة الحسم لحظة الفرح العظيمة ، فقد أخذت الثورة وقتها وحققت انتصارات في مجالات عدة وكانت ثورة في كل النواحي أولها في النفوس، حيث طهرتها من شبح الخوف والذل وغسلتها من اليأس والوهن وحطمت بداخلها تمثال أجوف مصنوع من كذب وزيف يدعى الرئيس الذي بدا طوال هذه السنوات وكـأنه قدراً محتوماً لا مفر منه , وآخرها كان الإنتصار على دعوات الانفصال وتشتيت اليمنيين من جديد.
ثورة لمدة ثلاثة أشهر صنعت ما كنا نظنه من المستحيلات وإذا حدث فهو يحتاج لعقود حتى تتحقق الثورة، انتصرت حين أخرجت مارد الخوف المحبوس في قمقم الصدور وأزاحت الغبار عن أخلاق شعب أصيل فتوحد وتآلف وعاد إلى للحياة من جديد بصورة أكثر إشراقاً ووضوحاً.
الآن جاء وقت الختام لحظة النصر النهائي فلم يعد هناك مجال للصبر أكثر بتنا ندرك انه كلما طال الوقت كلما تفنن الطغاة في القتل وإثارة الفتن والشائعات بين الثوار.
كانت الثورة سلمي بما تعنيه الكلمة ..كانت سلمية أكثر من أي ثورة أخرى وقد كان ذلك كافياً لتصحيح المفهوم الخاطئ الذي رسم في أذهان القوم من أن الشعب اليمني مسلح وستكون ثورته مجزرة يقتل الناس بعضهم بعضا زاحت الآن تلك الصورة عن أبصار الكل إلا من كان أعمى فذلك لا يعنينا من أمره شيء.
بامتياز تحققت الأهداف الأولية للثورة ربما بأكثر من ما كان متوقع لها ورغم إننا كنا أحياناً نستعجل ساعة الحسم إلا أننا أدركنا فيما بعد أن كل شيء بأوان أفضل بكثير وصدق الحق القائل وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.
وكما كانت الثورة يمنية خالصة وبخصوصية يمنية أيضاً سيكون الحسم ولحظة النصر يمني الصنع وبامتياز أيضاً لان هذا الشعب يستحق فعلا أن يكون له نصرا مميزا ينسيه سنوات الذل والانكسار.
 نريد نصرا يدوي في أرجاء المعمورة ويقلب الليل نهارا بفرحة تهز القلوب وتعيد الحياة إلى الأرواح الميتة، نصرا يروي عطش الأنفس التواقة لحياة جديدة وما ذلك على الله بعزيز .
فهيا يا شباب المجد والتغيير اصنعوا مجدكم بأيديكم ولا تنتظروه من احد، فالحرية لا توهب وإنما تنتزع .