قالوا إن الشلة طالبوا بتوسيع رقعة الضمانات، وإطالة الكشف ليصل العدد "600"، يدخلون تحت دائرة الضمانات بعدم الاقتراب وعدم الاحتكاك بداعي الخطورة والحساسية العالية التي يشتركون فيها مع قاطراتهم التي تحمل الغاز ومشتقات النفط، للتهريب أو للتعذيب وتطالب الكتابات عليها بعدم الاقتراب منها والابتعاد عنها مائة قدم على الأقل على خطوط السير.
قالوا: إن هؤلاء مبشرون بالجنة الخليجية وعلى المبادرة أن تضمهم، لما لهم من أيادٍ بيضاء على الوطن أسهمت في نظافته وعززت من معاناته وسرعت كثيراً من وتيرة فقره، والنظافة المذكورة ليست النظافة بمفاهيمنا نحن المواطنين السذج والأغبياء الذين نفهم القشور من الكلام والتسطيح من الحديث، فالنظافة لديهم لها معنى ظاهري ومعنى باطني، كما هي مفاهيم الباطنية والفرق التي تشترك معهم في التأويلات.
فتنظيف الوطن بمفهومهم لم يكن تنظيفه من أيادي العابثين والناهبين والسارقين، لأن هؤلاء بمفاهيمهم هم المميزون والجديرون بتحمل المسؤولية والأمناء الأكفاء المختارون بعناية لشغل المناصب، وليس تنظيف الوطن، تنظيف الشوارع والساحات والاهتمام بالمنشآت والمباني وتجميلها، وليست النظافة حتى النظافة الشخصية على مستوى الاهتمام بالعقل برعايته والحفاظ عليه بتركه صاحياً وواعياً أو حتى الاهتمام بتشذيب المظهر وتحسينه وغسل الأيدي بعد وجبات الدسم الممزوجة بين ألذ وأفخر مطاعم البر والبحر بالمناديل المعطرة التي لا تستطيع أن تخفي روائح الفم الذاهبة بالعقول وراء ملاهي "أبونواس"، وحتى لا أطيل الكلام بسذاجتي عن معنى النظافة الظاهرية التي أعرفها أنا والغالبية العظمى من إخواني المواطنين، فإن النظافة بمعناها ومفهومها الباطني الذي ألهمهم إليها ودلهم على طريقها الشيطان، فهي نظافة المؤسسات أو بمعنى أصح نظافة خزائن المؤسسات وإفراغها وتنظيفها بصورة يومية من أوراق المال العام، فيتركون كل خزينة تلمع بياضاً وأناقةً وتعقيماً يفوق غرف العناية المركزة في مستشفياتهم الخاصة.
مطلوب أن يكون هؤلاء ضمن المبشرين بالجنة، لا يجري عليها حساب ولا يخطر على بال أحد سؤالهم من أين لك هذا؟، فمثل هؤلاء لا يسألون، لأنهم عاشوا ملوكاً، معذرةً عاشوا لصوصاً، لم تبلغهم عدالة، لأنهم كانوا من يضعون قواعدها ويحددون مفاهيمها, هي عدالة قانون الغاب التي تركت لهم المجال يسرحون ويمرحون ويطالبون الآن بنهايةٍ تسمح لهم باستمرار حياة الدعة والرفاهية بضمانات دول الجوار.
وهو ما شجع اليوم على نفش الريش لطووايس يستعرضون الريش الجميل برائحة الهدهد العفنة وأصوات المفرقعات تخترق الآذان التي ملت أناشيد الثورة التي عاشها الشعب كذباً وزوراً وأناشيد ثورة وواقع أسوأ من مستبد وفاسد.
الضمانات التي شجعت الرصاصات على اختراق أمعاءً تضورت جوعاً، أو كادت عندما استأثر برزقها من يأمر برميها بالرصاص اليوم، الضمانات المستحيلة جعلت الصم والبكم ينطلقون ويتفلسفون بعد صمت اليأس والخوف من مصير أو أنهم يقتربون منه وباطل تتساقط أوراقه بهدير الشعب الثائر المطالب بالإنصاف وهزيم الرعد المزمجر الذي يتبعه البرق الذي خطف أبصارهم وأصاب فرائصهم بالارتعاد، مخافة أن يصيبهم بضرباته القاصمة، يخوضون كالغريق في البحر، يتعلق بقشة لا يمكن أن تشكل له النجاة.
وأخيراً كنا نتمنى أن تضم مبادرة الأشقاء أكثر من الستمائة التي تطالب الشلة بضمهم إلى القائمة البيضاء بدل السوداء، ولكن ما نريده من ضمانة لهم هو الضمانة بتوفير محاكمة عادلة تتوفر فيها كل الشروط والشفافية عندما سيوقع عليها الشعب كله بدماء الشهداء الذين يتساقطون كل يوم ويهتف الجميع عاش الخليج ناصراً للشعوب وللعدالة.
علي الربيعي
المبادرة الخليجية توسع الضمانات والقتل 1841