يخاف البعض من الأحداث الجارية وترعبهم كلمة ثورة ويستغربون ما يجري ويستنكرونه ، البعض خائف ومتوجس , وهناك من لازال مؤيد للثورة من بعيد والبعض معارض لأنه لم يستوعب حتى الآن معنى ثورة، في حين أن البعض ماسك العصا من النص وينتظر النتيجة
ربما هذا طبيعي فقد مرت علينا عقود، كنا فقط نقرأ ونسمع عن ثورات حدثت في عصور غابرة وهذه هي المرة الأولى التي نعيش فيها ثورة حقيقية جاءت على غفلة من الحكام في وقت بدا لهم أنهم قد استحكموا وسيطروا على رقاب العباد وظنوا ان الملك ملكهم والأرض أرضهم, وحتى نحن كنا قد وصلنا إلى مرحلة ما بعد اليأس من أن ترى أعيننا رؤساء جدد في حياتنا أو يتغير الواقع المظلم الذي عشناه لسنوات طويلة
لذلك كنا بالفعل نحتاج لان تطول الثورة وتأخذ وقتها حتى يستوعب الناس هذا الحدث الجليل ويصل معنى ثورة إلى قلوب وعقول الجميع وقد كان، فتزايد أعداد الناس وتدافعهم على ساحات التغيير وميادين الحرية لهو خير دليل أن الصورة تبلورت الآن في أذهانهم وبدت أكثر وضوحاً من قبل
كان الجميع يحتاج لوقت ليبدأ ثورة بداخلة أولاً تخلصه من الخوف والوهن والذل الذي عشعش في خلايا النفوس لزمن ليس بقصير وهذا ما حدث بالفعل، فقد أصبح الموت لا يعني شيئاً أمام الرغبة الحقيقة في التغيير والعيش بحرية وكرامة.
الآن لم يعد لأحد من عذر، فإما أنت مع بقاء نظام فاسد متخلف نهب خيرات الوطن وشوه تاريخه وعبث بحياة الناس ولم يشبع أو يكتفي، بل وصل به الحال إلى أن ظن أن البلد بما فيها ملك له، وكان فقط يبحث عن صيغة يورث بها لأبنائه وأحفاده..
وأما انك مع ثورة شعب أقول ثورة شعب وليس ثورة أحزاب كما يليق للبعض أن يصفها ليبرر عدم رضاه عنها, وحكاية أن علي ارحم من غيره لم تعد تستسيغها النفوس السوية وبات من العيب أن يظن بعض قصيري الفهم أن اليمن ليس فيها رجل راشد يستطيع تولي أمور البلاد والحفاظ على وحدة الشعب.
والله أن العيب والعار هو أن يظل هذا الرجل المتخلف على كرسي الحكم يمثل بلادنا بأبشع صورة رجل لا يجيد حتى الكلام بطريقة سوية، فكيف بتفكيره وعقليته.
ثلاثة عقود كانت كافية، بل كانت كثيرة جداً عليه وثقيلة جداً علينا، ومع ذلك لازال يأبى الرحيل إلا بمزيد من الحماقات والجنون الذي سيدفع ثمنه غالياً.
حين تطوى صفحة صالح المخزية ليس على احد أن يخاف من المستقبل ومن أن هناك قوائم سوداء بيد الثوار، أبداً أن من يضحي بحياته من اجل حياة شعبه لا يمكن أن يمارس الظلم بأي صورة، فلا تجعلوا شائعات المهووسين تحرمكم من المشاركة في ثورة جاءت بإرادة الله سبحانه وتعالى وإن خير دليل على أن ما يجري في الدول العربية هو بداية لعصر يستعاد فيه مجد الأمة وحقها المسلوب وكرامتها المهدورة هو المصالحة الفلسطينية التي كنا قد فقدنا الأمل فيها، هذا الانجاز الرائع الذي تأخر كثيرا وغدا مستحيلا في عهد حسني مبارك لأنه في الأساس لم يكن سوى راعي رسمي للمصالح الإسرائيلية كما هو حال بعض الرؤساء ومنهم من كان يدعى رئيساً على اليمن .
المصالحة الفلسطينية بشرى رائعة بأن القادم أجمل أو على الأقل لن يكون أسوأ مما كان ..
إلى الرئيس الراحل ..
بعد رحيلك سننظف الشوارع ونزرع الحدائق
ونبني من جديد وطن بعيون حالمة وقلب عاشق
بعد رحيلك ستنبت الأشجار في الصحاري
وتخضر الروابي
ويأتي الربيع
حين تصبح أنت خريف سابق
جواهر الظاهري
نحتاج لتمديد الثورة 2175