(ما عدبش حلا في شي) هذه الجملة سمعتها مراراً وتكراراً من جدتي ووالدتي وكنت لا أعطيها من حقها سوى التطنيش ولكني اليوم وجدتها وانتبهت لها فأينما أتحرك أجدها أمامي..
أنابيب الغاز فارغة يعني إما تنور حطب أو أكل السوق وفي كلتا الحالات (تعب وخسارة) ويعني أيضاً أن الشارع سيكون مقطوعاً بأنابيب الغاز الفارغة بعد إغلاق محل تعبئة الغاز وهذا تعطيل للحركة أيضاً...
تقع ربة البيت في البيت بورطة بدون غاز بالبيت فماذا تجهز للأسرة فالذي يقول غن السوق هو البديل مُخطئ فإلى متى سيكون حلاً بديلاً؟!
ورب البيت هو الآخر أمامه طابور انتظار للغاز وتصل أحياناً إلى المشاكل بسبب الوصول إلى أنبوبة غاز ...
إلى جانب أزمة الغاز ظهرت قصة جديدة وأزمة جديدة لعلها أقسى وأشد تعذيباً وهي قصة (طفي لصي) فمنذ فترة ومؤسسة الكهرباء مُصرة على أن تجعلنا نعيش أجواء رومانسية بين ساعة وأخرى فباتت انقطاعات الكهرباء أشبة ما تكون بمضادات حيوية (كل ست ساعات) ثم تقلصت وباتت كل أربع ساعات وحالياً باتت كل ساعة ..ما أحنّهم على شعبهم!!!
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه : كيف تكون أقسى تعذيباً؟ بلا شك الجميع لديهم مواقف ترفع لديهم مؤشر الغضب وكمثل بسيط قبلما أكون مستعدة للضغط على زر حفظ لأي عمل على جهازي تسبقني الكهرباء وتنقطع ..وا تعباااااااااااه !!
كل شيء حولي يلقى حتفه بسبب غدر الكهرباء فالرسيفر لفظ أنفاسه والموبايل سكت عن الرنين والثلاجة والمكواة ..وكل شيء يذهب فلن يعود ..حتى أعصابنا بدأت تتلاشى ...حسبنا الله ونعم الوكيل ..
صدقتي يا جدتي فلم يعد هناك شيء (حالي) .... ولكن ... كل هذا الأساليب لشل الحياة سببها أولاً وأخيراً هي حكومتنا الموقرة والتي إن تعددت لغاتها فالجملة واحدة (ادفعوا ثمن ثورتكم)...
فعلى ماذا سندفع الثمن يا أخوة؟ ليس بخطأ أو حرام أن يطالب شعب بحريته وأن يحلم بوطن يتسع لأحلامه ..وكأنكم تخيرونا على الموت أحياء أو التعذيب القسري بأساليب قذرة – مع احترامي للفظ نفسه – ومن ثم أي شعب وجدتم حكومة تعذب شعبها بهكذا أساليب، فجميع الدول وأقربها مصر وجدناها تنعم بكهرباء وبماء وغاز وبترول في أوقات ثورات شعبها وإلا إحنا (حلّقت علينا )!!!!
لا أظنها ستجدي معانا وعلى العكس ستقوم ثورة إلى جانب الثورة، لذا نصيحة لكم بدلاً من التفكير الأعمى بكيف أن تخمدوا ثورة، فكروا جيداً بأنفسكم وماذا صنعتم حتى لا يأبه الجميع لكم ويُصرون أكثر على إنجاح ثورتهم ... ولا داعي لمحاولات فاشلة في شل الحياة في اليمن فالثورة بالنسبة لنااااااا حياة...