إن المواطن ينشد الأمن والاستقرار في اليمن التي كانت تعاني من النقص في هذه الناحية أما اليوم فقد نعدم الأمن والأمان والاستقرار في ظل غياب رجال الأمن وامتناعهم عن القيام بمهامهم من أجل حماية المواطن.. ففي محافظة عدن أصبح الأمن لا يستطيع حماية الموظف الحكومي، موظف يتعرض لتهديد القتل ويشتم ويقذف بأبشع الكلمات والأمن لا يحرك ساكناً، فما فائدة ذلك المبنى المسمى بأمن المحافظة وأين هو مدير أمن المحافظة إزاء ما يجري؟! وما هو دوره.. فقد تعرض المستشار القانوني للهيئة العامة للأراضي يوم الثلاثاء الماضي للاعتداء والتهجم من قبل شيخ نافذ لديه سلطة حيث انهال عليه بالشتائم البذيئة ولم يكتفي بذلك، حيث قام الشيخ/ صالح طعيمان ومرافقوه ـ حراسته المسلحة ـ بالذهاب إلى منزل المستشار القانوني/ فؤاد قائد نعمان وظل يركل باب المنزل مما أثار الرعب في نفوس الأطفال وظل يتوعد المستشار بالقتل، هذا كله في ظل غياب الأمن واختفاء رجال الأمن وامتناعهم عن أداء مهامهم فما الذي ننتظره بعد ذلك؟!، ماذا نتوقع أن يحدث لنا إذا كان الأمن يقف متفرجاً إزاء ما يحدث؟! فمن الذي سيحمينا؟! أين أنت يا مدير الأمن ولماذا تقف متفرجاً لتلك الممارسات القمعية التي تحدث؟!
أما الموضوع الآخر فهو عن:ـ
أقرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه الرئيس السابق حسني مبارك وتصفية أموال الحزب وأملاكه وإعادة جميع مقاره إلى ملكية الدولة، هذا ما طالب به شباب ثورة 25 يناير وطالبوا أيضاً بمحاكمة مبارك وكل رموز الفساد في البلاد ووافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورضخ نتيجة لضغط الشارع بالفعل تمت إجراءات البدء بمحاكمته وزج بأبنائه جمال وعلاء في السحن للبدء بمحاكمتهم.
هذا أكبر انتصار للثورة المصرية بمحاكمة رئيس وإيصاله إلى المحكمة، ليس بالأمر السهل ويتطلب عزيمة جبارة وإدارة قوية من أجل تحقيق هذا المطلب وقد ـثبت الشباب المصريون للعالم أجمع أنهم شباب يسعى للتغيير والحرية وإرساء مبادئ العدالة والمساواة.
عموماً إن هذه المحاكمة كانت لا بد أن تتم وأنا مع هذه الخطوة، أما مسألة حل الحزب الوطني الديمقراطي فلم تروقني هذه الخطوة "عذراً أنا أضع هنا رأي الشخصي" فهذا الحزب الوطني حزب عريق تأسس في 78م أثناء رئاسة السادات لمصر وعليه فإن هذا الحزب هم من أساءوا استخدام بنوده وأهدافه فكان من الأجدر إبقاء الحزب في الساحة وتطهيره من الرموز الفاسدة الغير قادرة على العطاء والعطاء والعمل بتفاني وضمير وهذا خطأ وقع فيه شباب ثورة 25 يناير لأنهم هنا مارسوا عملية القمع ولم يسمحوا لهذا الحزب بالبقاء في الساحة السياسية بحلته الجديدة ليدخل المعترك السياسي سيما وأن من تسلمه هو من حزب المعارضة "طلعت السادات".
فما أردت أن أوضحه هنا هو أننا يجب أن نستفيد من أخطاء غيرنا ولا نلغي كياناً سياسياً كحزب المؤتمر الشعبي العام فهذا الحزب يجب أن يطهر من قياداته المتسلطة وإذا رحل الرئيس وتمت محاكمته على أفعاله وجرائمه المرتكبة بحق أبنائنا وإخواننا وآبائنا، فلن يبقى رئيساً لهذا الحزب.
وبالتالي لا مانع من أن يترأس هذا الحزب الشرفاء والمخلصون لهذا الوطن ويبقى هذا الحزب من ضمن الأحزاب الباقية الموجودة في الساحة، المهم في الأمر ألا يكون حزباً حاكماً لليمن.
كروان عبد الهادي الشرجبي
ماذا بقى لنا من أمن واستقرار؟! 2458