لا يختلف اثنان حول أهمية الجهود والمبادرات المخلصة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لرأب الصدع بين الشعب اليمني المتطلع إلى الحرية والدولة المدنية وبين النظام الحاكم المنهار الذي يبحث عن منقذ تحت ضربات الثورة الشعبية العارمة.
هذه الجهود والمبادرات تم الترحيب بها والتعامل معها بإيجابية من قبل السلطة والمعارضة وفئات كثيرة في المجتمع اليمني التي رأت في هذه الجهود وهذه المبادرات بارقة أمل للخروج من هذا النفق المظلم الذي أوصلنا إليه نظام الرئيس اليمني/ علي صالح بسياساته خلال 32 عاماً.
ومع كل هذا الترحيب بهذه المبادرات التي لم تحقق برأيي الشخصي ما يتمناه الشعب اليمني في التخلص النهائي من هذا النظام القمعي الاستبدادي الذي أرجع الأسباب الحقيقية لضعف هذا المبادرات إلى:
1. عدم وضوح الرؤية لدى إخواننا في الخليج لعمق الأزمة والتعامل معها على أنها خلاف بسيط بين السلطة والمعارضة وتجنب الحديث عن أن هذه الأزمة هي ثورة شعبية هادرة وبالتالي جاءت مبادرات الخليج في هذا الاتجاه وهذا ما يتمناه الرئيس ونظامه في أن يعرف العالم بأن الخلاف خلاف سلطة ومعارضة.
2. جميع مبادرات الخليج بصيغها المختلفة تم تعديلها عدة مرات استجابة لطلب الرئيس ومع هذا يتم رفضها من قبل الرئيس أيضاً لكسب الوقت لترتيب أوراقه.
3. هناك شعور بالخوف لدى دول مجلس التعاون الخليجي وإحساس بالرهبة من كلمة الثورة الشعبية لأن نجاحها في اليمن قد تقدم نموذجاً طيباً للحكم الرشيد يخلق معها مشاكل وثورات في دول الجوار تؤدي للتغيير الشامل.
إن كل هذه الأسباب التي ذكرتها كان يجب على إخواننا في الخليج حسمها مبكراً من خلال تقديم مبادرة جامعة قابلة للتنفيذ وغير قابلة للأخذ والرد بعد وضوح معالم الطريق، هناك شعب يريد إسقاط النظام وهناك فرد ورئيس متشبث بالكرسي، هذه هي طرفي الأزمة في اليمن.
عادل صائل
هل يصيغ رئيس الجمهورية المبادرات الخليجية؟! 1931