لم يكن الرفه الاجتماعي أو الوعي بالعمل السياسي والتنظيمي هو من دفع الشباب لإطلاق ثورتهم في ساحات الحرية والتغيير في اليمن .
فعلى الرغم من الديمقراطية الواسعة المزعومة التي يعيشها المواطن اليمني إلا إنه مواطن مطحون في حياته ومعيشته وبامتياز...
أضف إلى ذلك البطالة التي يعيشها شريحة واسعة من أبناء وشباب هذا الوطن الذي جعله النظام يتسول العمل ويلقي بنفسه للتهلكة في بلاد العالم أو ينتظر الوظيفة عشرات السنين دون أمل، فيما يأخذها أشخاص آخرون بجرة قلم .
فثورة الشباب اليمني خرجت اليوم للساحات نتيجة ظلم واضطهاد مورس ضدهم فترة طويلة وسلبهم الكثير من حقوقهم للعيش بحياة كريمة بين شباب الشعوب الأخرى، مؤكدين أن ثورتهم هذه ليست كما يدعي البعض نتيجة زيادة الديمقراطية في البلد .
فالفساد المستشري اليوم كالورم الخبيث في جميع مفاصل الدولة هو السبب الرئيسي لخروج جميع أفراد الشعب إلى الساحات رفضاً واستهجاناً لهذا الغول الذي أكل الأخضر واليابس من خيرات البلاد .. ولم يترك لأبنائه سوى الفتات الذي يبقيهم قيد الحياة .
فنجد في الساحات اليوم الجندي والمعلم والطبيب والمهندس ورجل الأعمال والشيخ و القبيلي والبرلماني، جمعهم هدف واحد هو تطهير البلد من الفساد والمفسدين.
لذا سيظل باب النضال مفتوحاً والساحات مشرعة حتى ينتهي الفساد وحتى تعود الحقوق لأهلها وحتى نرى دولة مدنية حديثة تقوم على مبدأ العدالة والتقسيم العادل للسلطة والثروة دون احتكار حزب أو جهة أو قبيلة لها عن بقية أفراد الشعب .
وما محاولة النظام اليوم الضغط على الشعب في لقمة عيشه وتضييق الخناق عليه لتعيده إلى جادة الصواب حسب قول ادعيائها تمثلاً بالمقولة القائلة ( جوع كلبك يتبعك ) إنما هو نفس الخطأ الذي جعل الشباب يثور ويخرج مطالباً بإسقاط هذا النظام ..
وإذا ظل هذا النظام في تعنته وأصر على خنق الشعب وتجويعه فستتحول الثورة اليمنية إلى ثورة الجياع وسيحل الغضب على كل رموزه الظالمة، لتشابه في نتائجها ثورة الجائعين الفرنسية أيام الملكة "ماري أنطوانيت" التي كانت تأكل البسكويت فيما شعبها يتضور جوعاً لتفاجأ به يقتحم قصرها وينفذ فيها حكم الإعدام، فيما هي تقف مذهولة من مفاجأتها بأن شعبها كان جائعاً حقاً.
بشرى العامري
ثورة الشباب .. ثورة اقتصادية بالدرجة الأولى 1935