النقطة الأولى: (لمن يعقلون: المستقبل لأبناء العشرين أم لأبناء السبعين):
إن شباب الثورة هم أبناء العشرين، ويعيش النظام في السبعين من العمر فجذبته سن السبعين إلى ميدان السبعين، والطيور على أشكالها تقع، فلمن يكون المستقبل لأبناء العشرين أو لمن يعيشون خريف العمر في سن السبعين والثمانين؟ إن حقائق العقل والمنطق تقول: إن المستقبل لأبناء العشرين حتى لو تعنت نظام السبعين عمراً ومكاناً فقد راحت عليهم، وجاء زمن جديد، زمن شاب، زمن في مقتبل العمر، زمن في ريعان الشباب، إنه زمن اليمن، زمن المستقبل.
النقطة الثانية: (متى يتحرر المشترك من تابعيته للنظام)
،،لعن الله المحلل والمحلل له،، إن الرئيس يتزوج بالمشترك زواج متعة على مهر نسيئة، فيقضي وطره ديناً، أدعوهم أن يتحرروا، فالحرية في ساحة التغيير، ولا يكونوا بعد علي مثل واو المعية، أو مثل ابن الشاة يسمعها تصيح فيصيح بعدها وتسير فيتعثر بين قدميها، انضموا ولا تغتروا فقد بلغتم من العمر ما يجعلكم تحتاجون أن تقفوا مع الشباب، أكثر من حاجة الشباب أن تقفوا معهم، حيث ينتصب الشباب بقاماتهم ملء الميادين، وقادة المشترك يستطيعون تسجيل موقف تاريخي بالانضمام الكامل إلى ثورة الشباب وعينكم التي يزيغ نظرها إلى صالح ونظامه إقلعوها لتعيشوا أحراراً، والرزاق على الله، والآجال بيد الله، والشعوب لا تنسى من يقفون معها، وصور الرئيس الإرياني تملأ الميادين، وفي ذلك ذكرى واعتبار.
النقطة الثالثة: (ويتحرى الكذب):
تأمل في هذا الحديث وتأمل فيما يصدر عن النظام من أعلاه إلى أسفله، ومن قاداته إلى مذيعيه، ومن خطبة الجمعة وخطاب ما بعد الجمعة (وهي بدعة انفرد بها النظام دوناً عن العالمين) إلى تصريحات الناطق الإعلامي والناطق الأمني، ومن الإذاعة المسموعة والقنوات المرئية إلى الصحافة المكتوبة ومواقع الانترنت، ثم اقرأ بتمعن هذا الحديث الشريف الذي رواه مسلم وأبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا". تأملوا يكتب عند الله كذابا، فهل هانت عليكم أنفسكم إلى هذا الحد الذي تعرضون فيه أنفسكم لسخط الله، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف.
النقطة الرابعة: (لإخواننا قادة الخليج: افعلوا ما شئتم فإن التاريخ يكتبه):
أيها القادة الخليجيون: إفعلوا ما شئتم فإن التاريخ يكتبه، لكم الخيار أن تقفوا مع الجلاد ضد الضحية، ومع الجاني ضد المجني عليه، ومع المعتدي ضد المعتدى عليه، ومع القاتل ضد المقتول، ومع الظالم ضد المظلوم، ولكن تذكروا أن ما تفعلونه اليوم سيدرسه أبناؤنا وأبناؤكم غداً في كتب التاريخ، وسيزدرون الموقف الخطأ، فهل ترضون أن يخجل أبناؤكم من موقفكم، وأنتم تعدلون مبادرتكم على مقاس النظام ورغباته ونزواته حتى لو صاغها هو بنفسه ما صاغها كما تصوغونها له، غير مبالين بالقتل في الطريق الآمنة، والقتل للأبرياء بعد الصلاة، وقتل العزل الذين يستقبلون الرصاص بالصدور العارية.
ونذكركم أن اليمن لم تنس موقف الكويت العظيم مع ثورة 26 سبتمبر ولن تنساه فكانت أول مظاهرة خرجت ضد احتلال الكويت مظاهرة شباب اليمن في صنعاء، قبل أن يخرج النظام بلاطجته وسفهاءه الذين هم يقتلون الناس الآن فحولوا موقف اليمن بما أساء إلى اليمن وإلى شعبها، ولم تنس اليمن موقف قطر العظيم مع الوحدة اليمنية في صيف 94م، والذي أساء إلى قطر هو النظام نفسه الذي أساء إلى الكويت.
ولأخوتنا في بلاد الحرمين نقول: إنكم تشاهدون الكعبة فتذكروا معها حرمة المسلم التي ينتهكها النظام ودمه الذي يسفكه، أنتم وجميع أشقائنا في الخليج تملكون وقف نزيف الدم اليمني لو وقفتم مع الشعب وليس مع النظام، الذي سقطت شرعيته بعد خروج الملايين منذ ثلاثة أشهر في الساحات والميادين تطالبه بالرحيل، وتعلمون أن النظام الذي يقتل شعبه تسقط شرعيته مع أول قطرة دم يسفكها.
النقطة الأخيرة: (لمن في النظام: أطيعوا الله لأجل أبنائكم):
إن أكثر من تضرر من جرائم النظام وممارسته العدوان واحترافه القتل هم أبناء النظام نفسه، لقد رفضت اليمن جثمان الإمام البدر/ محمد بن أحمد حميد الدين أن يدفن في أرضها، برغم أن البدر لم يقتل أحداً، ولم يسفك دماً، لم يعتد على يمني بالرصاص الحي وهو يسير في الطريق الآمنة، ولا قنصته زبانيته بالرصاص الحي بعد الصلاة، ولكن لأن أباه هو الإمام أحمد الطاغية الذي قتل النظام في نصف ساعة ضعفي ما قتله الإمام أحمد في أربعة عشر عاماً، فهل من مدكر.
إن كنتم تحبون أبناءكم وتريدون لهم الخير، فأطيعوا الله، لماذا تورثونهم ثأراً بينهم وبين الشعب؟ لماذا تجعلون زادكم لهم دماء اليمنيين ودموع الأيتام والآباء والأمهات؟ بئست هذه المحبة، وتذكروا أن الله لا يضيع أولياءه، ويحفظ أبناءهم لأجلهم، قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (82) سورة الكهف، فسخر الله لهما الخضر يحفظ كنزهما، وقال الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (9) سورة النساء. وصدق الله العلي العظيم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج.
د. محمد عبدالله الحاوري
تأملات ثورية 2344