;
بشرى عبدالله
بشرى عبدالله

الإعلام الرسمي طرح مؤلم ونفاق مدمر 2190

2011-05-08 06:23:39


الوطن يعيش حالة استثنائية والجميع بطريقة ما وجد نفسه إما مؤثراً أو متأثراً بالأحداث الجارية، وعلى قدر هذا التأثير تزداد الأحداث تأزماً أو انفراجاً نحو الحلول، ومع الأسف جميعنا مؤثرون ولو على نطاق محيطنا ولو تضيقت دائرة التأثير لتشمل فقط الأسر والجليس، لكن هل ندرك نحن خطورة ذلك على الوطن؟!.
 نحن لسنا في حرب مع عدو، ليست ساحة الصراع محددة المعالم بحيث يمكننا أن نميز أي ألأطراف هذا أو ذاك ومن ثم تطرح كل قوانا وقدراتنا فقط لتدمير الآخر دونما الإضرار بمستقبل تعايشنا.
ليس العيب في أن نختلف في الرؤى والأفكار، أو أن نتناقش ولا يقنع أحدنا الآخر، لكن المعيب أنه وبعد أي نقاش يخلق عداء أو أدلة جديدة تجرم الآخر وتنقص من قدره، البعض يناقشك فقط لتكون له الغلبة وليس للبحث عن الحقيقة لإظهار الحقيقة وهذا ليس تلاعباً في الألفاظ بقدر ما هو نتاج دال ومناقشات لا تفلت من شِراكها في أي مكان، وقليلاً ما تجد من يناقش لأجل الوطن وبغض النظر إن كان سينهي حواره غالباً أو مغلوباً، لكنك تستشف من حديثه حرصه على الوطن وهؤلاء غالباً ما يستقون معلوماتهم من وسائل الإعلام الرسمية والمعارضة والمحايدة، على السواء ومن ثم يخرجون برؤية سلمية مقنعة.
وبناء على ذلك وإذا ما بحثنا عن أسباب تعصب البعض لتيار سياسي معين أو طرف ما نجد أنه هو الإعلام بالدرجة الأولى وذلك لقدرته على الإقناع بالصوت والصورة وهي من أقوى التأثير والإقناع، وبطريقة لا إرادية تجد البعض ينجرون وراء فهم معين للأحداث، فالإعلام من جعل في قلبها ومنها من خدم ومنها من قد أساء، لكن وحين تأتي لتبحث عن ما قدمه الإعلام الرسمي للشعب في هذه المرحلة التاريخية تجد الكثيرين يستنكرون دور الإعلام الرسمي لإيمانهم أنه أسس من أموال الشعب ليكون صوت الشعب وإلى الشعب وليس طرفاً معيناً في صراع التيارات السياسية، بل من يطرح الأحداث كما حدثت، ويأتي بأهل الاختصاص المتجردين من توظيف الأحداث لمصالحهم بأي شكل من الأشكال والمواطن بعد ذلك من يقرر ويحكم، من ثم يتبع الفكرة والرؤية التي يريده.
 ولكن ما هو حاصل اليوم أن الإعلام الرسمي بعيد كل البعد عن إعلام كهذا، لتضيع مهنيته بين فكي السلطة وأصحاب القرار، ويتجرد من الصدق والمصداقية ويصبح أداة النظام وموجهاً لتسفيه الآخر بغض النظر عما سيحدثه من خلق لثقافة الكره والفرقة بين أبناء الوطن إذاً الوسائل الإعلامية قد أسهمت بطريقة أو أخرى بإدارة هذه الأحداث، لكن أليس من المنطقي أن تكون وسائل الإعلام الرسمية هي البديل الذي يمكن الاستعاضة به حينما يشك بمهنية أي وسيلة إعلامية أخرى، ماذا لو لم تكن محايدة أو حتى بوقاً لتيار سياسي معين، وكانت فقط منبراً للتضليل والتخريب وقلب الحقائق وأساءت للوطن ولم تسئ فقط لضحايا وأهاليهم أو حتى المعارضين للنظام بذاك التعاطي السلبي للأحداث والاستهتار بالدم اليمني.
لا أنكر عليكم أنني وبعد حدث ما بعد مشاهدتي لقنوات أثق بها وبطرحها للقضايا، أضع سيناريو معين محاولة التنبؤ بتلك الحكاية أو الرواية التي سيقدمها الإعلام الرسمي وأحياناً أجدها قد بالغت كثيراً لتصبح الضحية شاهد العيان والإعلامي والمحقق والقاضي وخلال ثوان معدودة نرى الإعلامي يتباكى على قصة خرافية من نسج الخيال، يتقمص الأدوار ويختلق المشاعر، ليتجرد من كل معاني الإنسانية حينما يسخر من مآسي الآخر ويحتقر مصابهم الأليم.
ما يحدث هو من حولنا وليس من الصعوبة ما إذا أردنا الحقيقة الوصول إليها، بإمكاننا أخذها من أهالي الضحايا والمصابين ولسنا بحاجة إلى أي وسيلة إعلامية تعمق الخلاف وتزرع الاختلاف، نحن لا نتعامل مع الأحداث كما تتعامل معه وسائل الإعلام الرسمية بذاك السخف وإن كنا رافضين لهذا النظام وغاضبين من كل من يتستر على جرائمه.
 لكننا في الوقت ذاته ننتقي خطابنا وأحاديثنا ويعز علينا سقوط أي ضحية حتى ولو كانت من أنصار النظام، لأن الخلاف السياسي لا يمكن أن ينهيه قتلنا الآخر أو تجريحه أو تغييبه عن الواقع.
لكننا سنظل نطل على تلك الوسائل الإعلامية لأنها ملكنا وسنبحث عن حيل لنطل من خلالها على العالم بصفتها منبراً لكل الشعب، لكن مع الأسف لم نجد لأنفسنا وجود وليت الأمر قد اقتصر على ذلك وإنما أصبحت هذه الوسائل بندقية تقتل أحلامنا وبارود يُنثر على مداخل ساحاتنا، حينما صورنا وكأننا جماعة خارجة عن القانون، نخلق الموت بأيدينا ونصنع الألم بأجسادنا والعبث بملامح وطننا، لكن لم نعد نغضب حينما نشاهد هذا الإعلام بقدر ما نزيد من الحسرة في قلوبنا، حزن قد أوقد قلقنا وخوفنا على أخوة قد سلموا عقولهم لهذا الإعلام، من هؤلاء حينما تأخذهم مشاعرهم ويحملون السلاح ليواجهوا الرصاص إلى صدرونا نتيجة لتلك التعبئة المدمرة.
فهؤلاء وعلى الرغم من قسوتهم حينما يضغطون أصابعهم على الزناد وقسوة سواعدهم حينما تشد قوها على الهراوات أو حينما يصرخوا بوجوهنا بتلك الإشاعات الوهمية، لكنهم يظلوا ضحايا للأعلام الرسمي الذي وجد من النفاق سبيلاً لتمرير مشاريعه الهدامة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد