;
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح

ثورة المصالحة الفلسطينية 2116

2011-05-07 05:22:54


 بمشاعر بليدة ووقاحة منقطعة النظير وجه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو خطاباً إلى محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية يدعوه فيه إلى التصالح معه ومع كيانه الاستيطاني بدلاً من التصالح مع حماس، وليس غير الوقاحة وحدها ما يبرر هذه الدعوة السخيفة، إذ كيف يتصالح القتيل مع القاتل والسالب مع المسلوب عوضاً عن تصالح الأخ مع أخيه رغم ما يمكن أن يكون قد حدث بينهما من خلاف أو اختلاف، فالأخ أولى بمصالحة أخيه وتجاوز هفواته أو حتى سقطاته فهو يبقى في كل الحالات أخاً وشريكاً في المصير، بينما يبقى العدو عدواً مهماً بلغت به المخادعة والمداجاه ومهما أظهره في وقت من الأوقات من كلام ناعم ظاهره التصالح وباطنه العدوان الأثيم .
ولعل أول ما يطرحه التهالك الصهيوني للتصالح مع عباس أو غيره من القيادات الفلسطينية ليس إلا ذراً للرماد في العيون من جهة، وخوفاً مما يمكن أن يشكله التصالح الفلسطيني/الفلسطيني في ظروف المتغيرات الثورية العربية . علماً بأن التصالح بين الأشقاء هو الطبيعي والمطلوب في كل الحالات لما يترتب عليه من توحيد الشعب وإعادة الثقة إلى فصائل المقاومة التي فقدت في السنوات الأخيرة زمام أمورها وانقادت لخلافات لا مبرر لها ولا معنى سوى إرضاء بعض الأطراف الخارجية التي يهمها - كما يهم الكيان الصهيوني - أن تظل المقاومة الفلسطينية في حالة تفكك وانشطار، وهو ما كان العقلاء في هذه الفصائل قد تنبهوا إليه منذ وقت طويل ووجدوا في استمرار التنافر استمراراً في حصار القضية ودورانها في دائرة واحدة .
وكنت قد أشرت هنا، في هذه الزاوية، قبل أيام إلى ما يمكن أن تحققه المصالحة المنتظرة إذا ما تمت على الوجه الأكمل من تصحيح لمسار القضية ومن استجابة فورية للانتفاضات والثورات التي شهدها ويشهدها الوطن العربي، وما سوف تتركه من آثار إيجابية على الساحة الفلسطينية، وما سوف يشهده الواقع العربي أيضاً من تحولات ينبغي أن يصب أثرها الأول في هذا المحور الهادف إلى دعم الأشقاء في فلسطين وإخراج قضيتهم العادلة من خانة التلاعب والمتاجرة والتسويق . والعودة بها إلى ما كانت عليه من حيوية في الستينات والسبعينات قبل أن يطل على الأمة زمن المساومات والبيع نقداً أو بالمؤجل .
وأعود إلى القول إن مصالحة حقيقية تقوم بين الإخوة الفلسطينيين - بعد سنوات الجفاء - لا بد أن تنسج نوعاً جديداً من العلاقات تعيد الأمل وتبدد حالات الإحباط من نفوس كل الفلسطينيين . ويمكن القول في هذا الصدد: إن التجربة الطويلة والمريرة التي عاناها كل طرف ستجعلهم جميعاً يتفادون كل ما من شأنه الوقوع من جديد في براثن الخلافات أو الاختلافات المؤدية إلى التقاطع والخصام لاسيما بعد أن وضحت الرؤية وتحدد موقف العدو ورفضه المتواصل لوقف الاستيطان والامتناع عن التمدد على ما تبقى من أرض فلسطين قبل 1967 .
يضاف إلى ذلك افتضاح نوايا الوسطاء وأصحاب “خريطة الطريق” وما يسمى الرباعية التي لم تكن سوى كذبة كبرى بات العالم كله يسخر منها ومن ملفقيها ومنهم سياسيون أوروبيون معروفون بالتزوير والمراوغة وعلى رأسهم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق .
الخليج الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد