إن مائة يوم من الحرية والثورة هزت نظام صالح وأركانه الذي بناه طيلة ثلث قرن، فهوس التصريحات الصالحية مثل إشارة المرور أخضر وأصفر وأحمر وكلهن مضيئات فلا تدري ماذا يريد النظام، وها هو يفقد كل يوم ركناً من أركان نظامه وآخرها تصريح الإرياني 5-5 ـ 2011م أنه إذا لم يتم التوقيع فإن اليمن ستنهار اقتصادياً وأمنياً.
فماذا ينتظر النظام وهو يركض وحيداً في مضمار الخسران، عارياً إلا من كذبه، فالله الله في عدم الإهمال فلننظر إلى الماضي القريب وإهماله للشعب ومطالبه، وازدرائه للناس، فقد استشهد أبناء المناضل الرئيس الشهيد/ صدام حسين ـ رحمه الله في حياته وكان إعدامهم بأيدي الظلمة، وتشردت ابنته ونساؤه، فهل هذا من قصاص الغيب، الحبس واحتبس، قتل أبناء الناس وقتل أبناؤه، تشريد الأسر وتشردت أسرته، الزنزانة الانفرادية ودخلها، حتى القتل ذاقه، فجمع الله له في سنة ونصف ما تجرعه العراق تحت حكمه طيلة "35" سنة.
وها نحن نرى العقيد القذافي يقتل من أبنائه وأحفاده، فعندما رأى هذا الموقف لم يتمالك أعصابه وذهب إلى السفارات الغربية فأحرقها انتقاماً من مقتل ابنه وأحفاده، فالله أقوى في أن ينتقم من القتلة بأي شيء يقيضه الله في إهلاك الظالم بالظالم، قال الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } (31) سورة المدثر، وليتذكر الجميع قول الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (9) سورة النساء.
وهاهم صنف ممن يدعي العلم والفقه بتلاوتهم للقرآن الكريم، قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ويتوقفون هنا ، وهناك النزاعات والخلافات والحلول فالله يعلم أن هناك نزاعات وخلافات فهم لا يذكرونها ولا يكملون الآية: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} إلى قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء فالله الله في إيصال المجرمين إلى العدالة، ونحن نرفع المصحف، ونؤمن بما فيه، وعلينا تنفيذ أحكامه، القائل: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) سورة البقرة
ونطلب تسليم الذين أطلقوا النار من بيت الغفري فهو في مقدمة المسيرة، والمتظاهرون يتهمون البيت ويتهمون جليدان وابن أخيه والقاضي والقهالي بالاسم، فالله الله في سرعة إيصالهم إلى القضاء ومن ثبتت إدانته نفذ فيه حكم الله؛ ليكون عبرة لمن وراءه.
لأخوتنا قادة الخليج (بقاء الاعتصامات ضمان تنفيذ مبادرتكم):
إن بقاء الاعتصامات هي الضمانة الأكيدة لالتزام الرئيس والمشترك ببنود المبادرة الخليجية، فالنظام يتملص ويتهرب ويتلكأ ويخادع ويراوغ ولا يخجل من التنصل من الالتزامات، برغم أن الاعتصامات باقية، فكيف لو ارتفعت، إنه بلا حياء، إن الاعتصامات ضمانة حقيقة لنجاح مبادرتكم فكونوا معها، فهي ورقة ضغط على الرئيس وعلى المشترك على حد سواء.
د. محمد عبدالله الحاوري
للنظام: ينتظركم قصاص الدنيا أو قصاص الغيب 2296