الثورة طالت مدتها وقويت شوكتها وكثر المشاركون فيها وزاد مؤيدوها ، والغريب في الأمر أنه كلما تفنن الرئيس وأعوانه في إيذاء المعتصمين الثائرين وكلما خلقوا الأكاذيب حولهم كلما زاد التفاف الناس حول الثورة وزادت أعدادهم بشكل أكبر.
ويبدو أن الرئيس سيظل على هذا المنوال حتى يخرج الشعب اليمني كله إلى الشارع ، ويبدو أيضاً أنه لم يدرك بعد أن خلق الأزمات وافتعال الحروب لن يجدي نفعاً مع شعب تعود على مثل هذه الأمور طيلة حكم رئيس لا يجيد شيئاً غير تجويع شعبه والإمعان في إذلاله.
تعودنا في كل مناسبة ومن غير مناسبة انعدام الغاز وانطفاء الكهرباء وانعدام المياه وحتى منظر طوابير السيارات والمركبات أمام محطات الغاز لم يعد يثير استغرابنا لأنها غدت صوراً مكررة الفناها من زمن بعيد حتى بدا لنا ولكل زائر لبلادنا أن هذه الأمور من أهم ما يميز الحياة في اليمن.
المضحك والمبكي في آن واحد أن يظهر الرئيس أو أحد معاونيه على شاشات التلفاز ويرجع أسباب كل ما يحصل إلى المشترك أو المعتصمين.
إذا كان المشترك يستطيع أن يمنع عنا الغاز والبترول والماء والكهرباء ويرفع الأسعار كيف يشاء ويقتل ويخطف، فما الداعي لوجود الرئيس والحكومة من باب أولى.. إذن أن يرحل ويترك البلد للمشترك بما أنه لم يعد له حول ولا قوة ولا سلطة فليحفظ ماء وجهه ويرحل أكرم له.
بات من المؤكد أنهم لم يفقدوا السيطرة على البلد فحسب بل على ألسنتهم أيضاً وعقولهم للحد الذي أصبحوا يثيرون الشفقة ويضحكون الناس على خطاباتهم التي باتت هي الأخرى مكررة ومهزوزة ومثيرة للسخرية .
 إلى الثائرين مع التحية:
في مصر كانت الثورة سلمية، لكنها خرجت عن هذا الإطار ربما لتظهر قوتها وبأنها قادرة على فعل الكثير إذا ما تطلب الأمر ذلك وربما هذا ما عجل برحيل مبارك ، مشكلتنا في اليمن أن لدينا حاكم وحكومة لا يعوا أبداً ما تعنيه ثورة سلمية ولم يتصورا يوماً أن الشعب الذي كان ميتاً يسكن بداخل تابوت يسمى وطن سيبعث من جديد بإرادة الله جل وعلى، ليدك عروشهم ويخرجهم من مستعمراتهم، لذلك أعتقد أن الثورة يجب أن يكون لها إطار جديد وخطوات أكثر جرأة حتى لا يظن أولئك المتبلدون أن لا حيلة لكم سوى البقاء في مخيمات الاعتصام فيتمادوا في غيهم و يطول بقاؤهم وهذا ما لم يعد أحد يتحمله .