عليكم أيها الشباب أن تحكموا عقولكم وتحكيم العقل يتطلب منكم أن تجمعوا بين الصمود والصبر ولا تندفعوا وراء أفكار ستحول أحلامكم وآمالكم إلى بحر من الدماء التي ستغرق فيها أنفاس وطن استنشق هواء الحرية من عزيمتكم يا شباب الثورة، فلن يكون الجرح جرح وطن أظناه الفساد والظلم وإنما سيتحول إلى أنين تحكيه صرخات أطفال ستيتم ودموع نساء ستأرمل فلسنا بحاجة إلى أن يصبح الجرح جرحين ألا يكفينا جرح الكرامة الذي لم تداويه أعذار صالح وأكاذيبه.
صحيح بأن الوطن كي يتحرر من الظلم والفساد لابد من تضحيات ولابد من دماء تخط سطور الكرامة ولكن العقل والمنطق يجعلنا نفكر بكل ما من شأنه أن يحد من سقوط القتلى لتنتصر الثورة بأقل خسائر في الأرواح ....ما يشعر بالألم بأن أكثر الشهداء الذين سقطوا هم من البسطاء جداً، من الناس الذين تخبطوا في ظلمات الفقر والمرض والبطالة، فحاولوا أن يهربوا من واقعهم إلى واقع آخر وجدوا فيه بصيص نور بمستقبل آمنوا بأنه سيكون أفضل وأرحم عليهم من نظام صالح الذي لم يقدم لشعبه سوى جرعات الفقر والجهل والبطالة والأكثر إيلاماً إنه يستهين بكل هذه الجروح التي تسبب بها لشعبه فيسخر من أنين الموجوعين منها، يصفهم بأنهم متآمرون ومنقلبون على شرعيته الدستورية ...
لكن بالرغم من كل هذا يجب على الشباب أن يحافظوا على ثباتهم وعزيمتهم بصمود تحتضنه أفكار حكيمة تسعى إلى عدم إراقة مزيداً من الدماء فالوطن وحده من يستحق أن نهب له دمائنا وأرواحنا الغالية، أما هذا النظام الفاسد فإنه أساساً منتهي باسم الشرعية الدستورية التي يتشدق بها، الشرعية التي تبرأت منه عند سقوط أول شهيد وأول قطرة دم سُفكت.
 فبدلاً من أن تقولوا دقت ساعة الزحف استبدلوا هذه العبارة بإصرار بالقول دقت ساعة البنا، فقد حان الآن الوقت لإشغال الأفكار وتكريس الجهود في كيفيه بناء الوطن الذي هٌدم أركانه بمعول الفساد والفقر والبطالة وانحصار الحكم في دائرة ضيقه يترأسها حزب أٌسُري، وحول اليمن إلى ركام من تدهور اقتصادي واجتماعي وتعليمي، ناهيك عن نزاعات وصراعات داخلية تسير بسياسة مفتعلة لتكون النتيجة بأن اليمن تترأس قائمه البلدان الفقيرة التي تفتقر إلى أدنى وأبسط معاني التنمية..
فنظام صالح انتهى ولا يحتاج لزحف لاجتثاثه لذلك عليكم الآن أن تجندوا أفكاركم من أجل بناء دوله مدنيه يحكمها النظام والقانون وليس الفساد والفوضى.
 *بقايا حبر:
 ما يحتاجه الوطن الآن ليس مزيداً من الدماء ...وإنما هو بحاجه إلى قلوب تنبض بالمسؤولية جاهه ...وإلى عقول تنطق بأفكار حكيمة تدعم شموخه وهيبته بعد أن أصبح وطناً حُر، شعبه يعانق عنان السماء فخراً عندما يقول: أنا يمني..
naaemalkhoulidi23@hotmail.com