ليس هذا زمن المعجزات ,بيد أنه بلا شك زمن النوادر الأميركية وهل هناك أعجب من أن تحتفل أكبر دول العالم أو بالأصح الدولة المسيطرة على أغلب دول العالم، تتحكم فيها عن بعد وترسم خارطة طريق لكل رئيس دولة يمشي عليها ولا يحيد عنها أبداً مقابل أن تحميه وتضمن له البقاء على كرسي الحكم أطول فترة ممكنة طالما وهو يسير تحت ظلها ووفق سياساتها.
أميركا بعظمتها وجلال قدرها صانعة السلاح الأقوى والأجهزة الأذكى وصاحبة أعتى جيش على وجه الكرة الأرضية، تحتفل وتفتخر بقتل رجل بل وتعتبره الإنجاز الأهم في تاريخها.
فذلك الرجل ذو الملامح الهادئة الذي صور لنا وكـأنه إخطبوطاً يملك ألف يد مزروعة في كل شبر وزاوية من زوايا الدول العربية والإسلامية بالذات.. ذلك الرجل باعتقادي لم يكن سوى فزاعة من صنع الأميركيين، جعلوا منه ذريعة لاحتلال الدول والتدخل في شؤونها بل وتدميرها نهائياً كما هو حاصل في أفغانستان ,طيلة سنوات والقوات الأميركية بطائراتها تهاجم المدن والقرى تقتل البشر صغاراً وكباراً دون تمييز بخطأ لقواتها الذكية حيناً وبقصد أحياناً كثيرة, منع ذلك الشعب من حقه في الحياة كبقية البشر بل حتى لم يمنح فرصة لالتقاط أنفاسه من حرب أحرقت الأخضر واليابس وجعلته يبدو وكأنه شعب خارج حدود الزمن، كل ذلك بحجة أن بن لادن صانع الإرهاب ومرعب الأمم، يعيش في جبل وسط صحراء قاحلة تدعى أفغانستان ليقتل بعد سنوات من حرب ضروس لا ناقه للناس فيها ولا جمل حتى خيل لنا أن بن لادن بطل فيلم هندي لا يموت أبداً، ولكن أين قتل "بن لادن"؟ في باكستان وليس في أفغانستان يا للعجب!!
يذكرنا ذلك بقصة صدام حسين وسلاحه النووي الذي كان الذريعة لاحتلال العراق وتدميره ومحاولة طمس معالمه ولازال الشعب العراقي يقتل كل يوم منذ سنين حتى بعد أن أعترف الأمريكان أن لا سلاح نووي في العراق وان كل ذلك الموت والخراب كان نتيجة لخطأ في معلومات جهاز المخابرات الأمريكية.
لا نستبعد إذن أنه بعد مرور سنوات من موت "بن لادن" سيطل علينا مسؤول أميركي ليقول: لنا إن ليس هناك شخص يدعى "بن لادن" وان تنظيم القاعدة ما هو إلا خطأ لغوي وقع فيه نفس الجهاز ونبقى نحن مجرد مستقبلين ومترجمين لكل قصص أمريكا ورواياتها وتظل الشعوب والدول مستباحة للسياسة الأمريكية واحتياجاتها ورغباتها وأخطائها.
حين فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية هللنا وصفقنا واستبشرنا خيراً وكأنه المهدي المنتظر، وحين تعصف بنا الأزمات نهرول باتجاه أميركا لتمنحنا البركة وتهدينا إلى سواء السبيل , بل حتى نجاح ثوراتنا متعلق بكلمه تنطق بها شفاه رئيس أميركا.
حياتنا بيد أميركا والموت يأتي من أميركا وكل خيراتنا ذاهبة لأميركا بل قد غدت كل تفاصيل حياتنا مرسومة في كراسة طالب يدرس في أحد صفوف مدارس أميركا.
لا نعرف الموضة إلا إذا لبسنا الجينز الأميركي ولا نبدوا مثقفين إلا إذا تشدقنا بكلمات من القاموس الأميركي ورقصنا على أنغام الراب الأمريكي.
لا أدري هل نحن العرب مغفلون أم أن أميركا تستغفلنا ؟!!
جواهر الظاهري
هل كان بن لادن حقيقة أم كذبة أميركية 2019