يذكرني اهتمام النظام بالاعتداء -ونحن ضد الاعتداء بطبيعة الحال- الذي قيل إنه حصل على رجل كبير في السن في يوم الأربعاء الدامي، الذي راح ضحيته "14" شاباً يمنياً مسالماً يمارس حقه الدستوري في المسيرات السلمية، ولكن النظام لم يكترث للشهداء الذين قتلوا برصاص المعتدين، ولم يكلف نفسه بتقديم العزاء لليمن فيهم، ولذويهم في فقدهم، بالقصة التالية التي حدثت في أيام الحكم العنصري لجنوب إفريقيا: فقد قام أحد البيض بذبح رجل أسود، فمن ألم الموت، وحرارة القتل، قام الأسود بعضّ يد الرجل الأبيض، الذي يجز رقبته بالسكين، فقال الرجل الأبيض مستنكراً صنيع الرجل الأسود: انظروا إلى هذا الوحش، يعضني وأنا أذبحه.
في حين يقتل النظام بشراهة، فلا يشعر بالحرج، ولا يصبغ وجهه حمرة الخجل من تحول القتل إلى فعل يومي يمارسه ضد العزل، نذكِّر أن ما قام به الإمام/ أحمد من قتل في "14" عاماً، نفذ النظام ضعفيه في أقل من نصف ساعة في جمعة الكرامة 18/3/2011م..
ولم تنس اليمن شهداءها الذين قتلهم الإمام أحمد، فهل يخيل للنظام البائس أن اليمن ستنسى شهداءها؟ الذين هم الجسر الذي يعبر عليه الوطن من الخوف إلى الأمن، ومن الاستبداد إلى الديمقراطية، ومن الاستعباد إلى الحرية، ومن الظلم إلى العدل، ومن الضعف إلى القوة، هيهات لن ننسى شهداءنا ما تنفس الصبح وما أظلم الليل.
لقد وقف العالم إعجاباً واندهاشاً بشجاعة الثوار وبطولتهم وبسالتهم، وهم يمشون ثلاثة كيلو متر تحت ضرب النار أمام المدينة الرياضية، لم ينثن من الأبطال أحد، أو يتراجع من الأحرار فرد، إنهم لا يبالون بالموت، فقد ألفوه، ولا يخافون من الرصاص فقد تعايشوا معه.
أيها العالم: لمن يضحي هؤلاء الأبطال بأرواحهم؟ ولمن تسير هذه الملايين تحت نيران الموت وقنص الغدارين؟ إنهم يفعلون ذلك لأجل اليمن، يموتون لتحيا اليمن، ويخافون لتأمن اليمن، ويعرضون أنفسهم للخطر لتسلم اليمن.
إن هؤلاء الأبطال الأحرار الثوار، هم قامتنا الكبيرة، وفخر أجيالنا عبر الدهر، فهنيئاً لليمن بهم، ولهم أقول: اثبتوا فالنصر صبر ساعة، والظلم زائل بأهله وبمن معه، قال الله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.. والله ولي التوفيق.
د. محمد عبدالله الحاوري
هذا الوحش يعضني وأنا أذبحه 2093