المحاولات الحثيثة التي يبذلها الرئيس/ اليمني علي عبد الله صالح في سبيل التشبث بمقاعد السلطة التي ظل على رأسها لنحو 33 عاماً لا تبدو مستغربة من رجل ظل يجيد المناورات واللعب على كل التناقضات في اليمن.
غير أنه وفي ظل ثورة الشباب اليمني المستمرة منذ أشهر، التي وحدت البلاد شمالاً وجنوباً وانضمت إليها كل أطياف المعارضة وعدد من أبرز القادة في الجيش وزعماء القبائل الرئيسية، يبدو مستبعداً أن ينجح الرجل في المراوغة لوقت طويل.
وتفيد آخر التطورات الواردة من اليمن بأن الرئيس/ علي عبد الله صالح رفض التوقيع على المبادرة الخليجية "بصفته رئيس الجمهورية" كما تنص المبادرة التي تشكل آخر فرصة للرجل في الخروج من أزمته المستفحلة بأقل الخسائر.
لقد واجهت مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحديات كبيرة من واقع حرصها الأكيد على الحفاظ على امن واستقرار اليمن، حيث قدمت المبادرة طوق نجاة للرئيس صالح ومنحته فرصة كبيرة للإفلات من عقاب الشعب ومحاسبته حرصاً منها على استقرار اليمن وفي الوقت نفسه الاستجابة لرغبة الشعب الذي خرج بالملايين في كل المحافظات الشمالية والجنوبية مطالبا بتنحي الرئيس وتغيير النظام.
إن رفض الرئيس صالح المتشبث بالسلطة للمبادرة الخيرة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، وحظيت بدعم إقليمي ودولي كبير، يعني أنه أضاع الفرصة الأخيرة التي من شأنها أن تجنبه الكثير من العواقب.
لقد قال الشعب اليمني كلمته في حكم الرئيس/ علي عبد الله صالح، ولن يطول الوقت كثيراً قبل أن يواجه صالح وأركان حكمه العدالة لمحاكمتهم على الكثير من الانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب وفي مقدمتها المسؤولية عن مقتل أكثر من 145 متظاهراً سلمياً.
الشرق القطرية
رأي الشرق
صالح.. والفرصة الأخيرة 1915