هناك موضوع أرغب أن أحدثكم به أعزائي القرار عن القادة والمناضلين والمهمشين والذي لا يتم ذكرهم أو حتى الإشارة إليهم في أي مناسبة من المناسبات.
طرأ هذا الأمر في بالي عندما طالعت الصحف والوسائل الإعلامية المحلية والفضائيات اليمنية فكما تعلمون كان يوم أمس هو عيد العمال، فكانت الحوارات واللقاءات النقابية والاتحاد العام للنقابات ودورها الريادي في مسألة الحفاظ على حقوق العمال وصياتها وحمايتها من الضياع، ولا أدري لماذا لا يضع القادة والمناضلين الذين ساهموا في بناء هذه النقابات الأسس الأولى لها، بل أنهم كانوا عاملاً فعالاً في إيجاد هذه النقابات ومن هؤلاء القادة والمناضلين الأستاذ المرحوم/ سلطان محمد سيف الذي كان عميد الحركة النقابية اليمنية، فقد كان من المناضلين الذين هبوا مدافعين عن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر ورفعوا شعار "الجمهورية أو الموت".
وقد كان ينتمي إلى نقابة عمال كوري إحدى النقابات التي أنظمت إلى مؤتمر عدن للنقابات الذي تشكل في عام 56م وضم حوالي 25 نقابة إذ كان من المؤسسين مع زملائه الآخرين وكان النشاط النقابي ـ واهتمامه بقضايا العمال وتفاعله معهم وتبني مطالبهم ـ له الأثر الكبير في تكوين وعيه الوطني والتعمق في قضايا الوطن، وبعد الاستقلال عمل وزملاؤه من أجل وضع أسس قوية لحركة نقابة فاعلة تدافع عن مصالح العمال وحقوقهم، مدركين أن بناء الوطن وأحداث تنمية حقيقة لن تكون إلا بمشاركة فعالة وواعية في الطبقة العاملة وهذه الأخيرة لن تستطع أن تؤدي دورها بدون حرمة نقابية قوية ومؤثرة، لذلك بذلوا مزيداً من الجهد إلى إعادة إصلاح الوضع النقابي وتنظيم الصفوف والشروع بتشكيل قيادة نقابة تضم في إطارها كل فروع النقابات في جميع القطاعات المهني وبالفعل تم التحضير الجدي لعقد مؤتمر للاتحاد العام للعمال وتم تشكيل بنية تنظيمية متكاملة للاتحاد وفي عام 1970م عقد المؤتمر العام الأول للنقابات وتمت فيه انتخاب أول قيادة نقابية وفي عام 75م انتخب رئيساً للاتحاد العام لعمال الجمهورية وتمكن من خدمة قضايا العمال وتبني عدداً كبيراً من القرارات والقوانين التي حفظت حقوق العمال في ظل الوظيفة والتقاعد والوفاة.
ومن أجل العمال أيضاً أصدرت الاتحاد العام للنقابات صحيفة صوت العمال وكان الأستاذ/ سلطان رئيساً لتحرير هذه الصحيفة التي كانت معبراً عن قضايا العمال وتعكس همومهم ومشاكلهم وقضايا النقابات وتطلعاتهم رغم كل الصعوبات.
مما يجدر ذكره أن هذه الصحيفة مرت بمراحل وكانت في الستينات تصدر تحت مسمى "صوت العامل" وعندما تطورت الحركة النقابية في اليمن السبعينات انعكس هذا التطور على العمل الصحافي قلباً وقالباً وصدرت صحيفة صوت العمال بحلتها الحديدة المواكبة للتغيرات الجارية ولتكون صوت العمال بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
أعذرني عزيزي القارئ قد أكون أطلت عليك، فقد كان واجباً علي ولزاماً أن أكرم هذه الشخصية الوطنية التي ضحت سنوات طويلة من أجل بناء هذا الصرح النقابي الكبير لخدمة العمل والعمال، فكل التقدير والاحترام لك يا فقيد الحركة العمالية والنقابية اليمنية.
كروان عبد الهادي الشرجبي
فقيد الحركة العمالية والنقابية 2458