المبادرة الخليجية ترسم لصالح الرحيل الصوري لا الفعلي، لأنه إذا ناقشنا هذه المبادرة نقاشا" موضوعيا" فإنها تنص على تشكيل حكومة وحده وطنيه تتكون من 50% من الحزب الحاكم و40% من أحزاب المعارضة و10% من ممثلي ساحات التغيير ...فكيف سيرحل صالح بموجب هذه المبادرة التي أحد نصوصها أن الرئيس يقدم استقالته لمجلس النواب الحالي والمعروف أن أغلبية من هم في المجلس هم من حاشية صالح، بمعنى انه يمكن لهم أن يرفضوا هذه الإستقاله بحكم أنهم يمثلون الأغلبية.
لا ادري لماذا كل هذا الظلم والإجحاف من المبادرة أليس من المفترض على الأشقاء الخليجيين أن يسعوا لمساعده الشعب على استعاده الوطن من أيدي ناهبيه صالح ونظامه الفاسد بدلا" من إكرامهم لرئيس فقد شرعيته وصلاحياته بالحكم بموجب دستور خطه الثوار بدمائهم فنصوص هذه المبادرة لا تلبي مطالب الشعب بتنحي صالح وسقوط نظامه، بل أتت لتكتب لهذا النظام عمراً جديداً بمنحه للحزب الحاكم 50% وخصوصا" أن صالح يقول بأنه حتى وإن تنحى عن السلطة سيبقى رئيسا" لحز ب المؤتمر الذي أسسه والذي مازال يحظى حسب قوله بكتلة شعبية، فهذا معناه أن السلطة الفعلية ستظل تحت سيطرته وإدارته وتنفيذه.
 فهذه المبادرة أتت لحل أزمة الرئيس شخصيا" وليس لحل أزمة وطن يمثله الشعب بالكامل، لذلك من المستحيل أن تجد هذه المبادرة أي قبول من الثوار الذين وهبوا أرواحهم ودمائهم فداء" لأحلامهم التي تحقيقها سيكون مرهوناً برحيل صالح ونظامه، فهم صرخوا بصوت واحد ليعلنوا بأنهم سحبوا ثقتهم التي منحوها لصالح وحزبه في 2006 وعندما واجههم صالح بالقتل ارتفعت أصواتهم أكثر لتُطالب برحيله ومحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني ولكن للأسف هذا المطلب وجد له صالح المخرج في المبادرة التي منحته الحصانة من الملاحقة القضائية وأصلا" مجرد طلب الرئيس لهذه الضمانة يعتبر اعترافاً صريحاً منه بهذه الجرائم.
خلاصة القول بان المبادرة الخليجية أتت لتحل أزمة أطرافها المعارضة والنظام وقسمت الغنيمة بينهم مستبعدة بذلك أهم طرف في القضية وهو الشعب الذي يمثل الوطن والذين سُفكت دمائهم وهتكت أعراضهم ونهبت أموالهم، أي شرع حكموه الخليجيون وأي منطق وعقل وعدالة سيتتقبل حكمهم الجائر على الشعب بموت إرادته ونهب كرامته التي ناضل من أجلها ...فالشعب أصبح ضحية هذا المشهد السياسي الذي كتبت المبادرة له سيناريو ظالم لذلك عليه أن يظل صامدا" لأنهم هم الأمل الوحيد للوطن الذي باعته المعارضة بمقابل ما حصلت عليه من 40% من الحكومة الجديدة... فلن يتطهر الوطن من الفساد إلا برحيل النظام والمعارضة معا"...
*بقايا حبر:
هذه المبادرة كشفت النقاب عن فساد قيادة أخرى في اليمن أسمها المعارضة!!!...فلن يبقى للوطن سوى أولئك الأحرار الذين لن يقبلوا المساومة بكرامة وشموخ وطن..
 naaemalkhoulidi@homail.com