هاتفي يرن...صديقتي تتصل ..ألو هلا (سوسو) وإذا بصوت رجل أجهله يقول (صباحك ورد يا ورد!!!)...
تلكأت قليلاً وفركت عيني لأرى هل بالفعل رقم سوسو أم أنني لم أرى جيداً ..بالفعل هذا رقم سوسو ..ولكن من يتصل بي من رقمها؟!.
من أنت؟؟ ..أنا معجب ممكن نتعرف!!.. صمت يسود تلك اللحظة ثم رديت (عفواً أخي غلطت بالرقم)...لم أخطئ أنتِ أحلام ..ممكن نتعرف...أقفلت بعدها الخط بوجهه مباشرةً..
لم تحدث معي مسبقاً أن اتصل بي شخص من رقم اعرفه يريد التعرف لذا سارعت بالاتصال بصديقتي إلى هاتف منزلها وحينما سألتها أين هاتفك جاوبت معي فزاد اندهاشي فأخبرتها بالقصة فأستمرت بالنكران وتقول أن هاتفها لا يفارقها، حينها أخبرتها أني لن أرد على مكالمات جوالها بتاتاً، فهناك شيء يبعث الريبة وليبقى هاتف المنزل وسيلة تواصلنا ..حينها فقط ضحكت ضحكة مدوية واعترفت أنها من اتصلت وقامت بتغيير صوتها عبر خدمة بالهاتف تقوم بتغيير الصوت من والى صوت رجل أو بنت أو طفلة وهذا ليس إلا مقلب قد وشربته!!!
خرجت بالموقف وبالأصح من المقلب بحقيقة أن شركات تصنيع الجوال بدلاً من البحث عن تقنيات مفيدة تفيد شبابنا الذي مازال طائش وتنفعهم، فإنها تضيف تقنيات (مُضره) يستغلونها أسوأ استخدام للتسلية فقط وللهو والخداع ومنها هذه التقنية التي تتواجد الآن في معظم الموبايلات وتستخدم إما للنصب والاحتيال أو للتسلية واللهو، فمثل هذه التقنية ما الفائدة منها حين أضيفت لأجهزة الموبايل؟، شبابنا اليوم ما يصدق وجود هاتف بهذه التقنية حتى يسارع بشرائه وحينما تسأله لما؟؟ يرد أشتي أتسلى !! (وأنعم بالتسلية) ..فعلاً شباب فارغ الفكر وكان ناقصه فقط هذه التقنية حتى يكتمل الفراغ ..مع احترامي للشباب الناضج..
هناك على ردحات المحاكم تجد العديد من قضايا النصب والاحتيال التي ينصب فيها الشباب على شباب آخر بسبب هذه التقنية، فيقومون بتغيير صوت الجهاز إلى صوت ناعم ويبتزون الضحية إما أموالا أو أجهزة ثمينة والمغفلون وحدهم من يعرفون لماذا يثقون بهذه الأصوات...
ومثلما أن هناك شباباً يستهوون النصب واللهوا فهناك فتيات أيضاً يستخدمنها لأجل اللعب والتسلية، كما حدث معي وما خفي كان أعظم ..
من جهة أخرى ..ماذا جرى بشبابنا أينما وجد فتاة يطلب التعرف عليها ويستخدم لذلك وسائل متعددة، ابتداء بالهاتف ورسائل الدردشة والنت وتغيير الأصوات فتبدأ القصة بالتعارف وتنتهي بالنصب والإحتيال أو الخداع ...
بالتأكيد وجود شباب طائش في مجتمع محافظ قد يجعله يبحث عن أي شيء يفرغ كبته، فيجد أمامه وسائل وتقنيات حديثة للوصول إلى هدفه والتي أيضاً لا يخلو من الطيش والانحراف في بعض الأحوال...
وفي حين أن آباءنا وأمهاتنا لا يأبهون لوجود موبايل بين أيديهم كيفما كان شكله وموديله، فإن أبناءنا وبناتنا باتوا مع الموبايل ضرباً من الطيش والجنون، فيبحث فيه عن تقنية جديدة توصلهم إلى قلب فتاة بسرعة الريح ...
الرابح الوحيد في خضم هذه الأحداث هي شركات تصنيع الموبايلات، فما عليها إلا أن تضيف تقنيات (مسخ) والشباب بالتأكيد سيبحثون عنه وإن كلفهم ذلك الغالي.
أحلام المقالح
مقلب.. ممكن نتعرف؟! 2960