سألني بالأمس العم/ حسن عن سبب عدم تطرقي للقضية الجنوبية، أجبته بأني قد فعلت ذلك أكثر من مرة، قاطعني قائلاً: إن القضية الجنوبية بمعناها الحقيقي لم تتطرقي لها بشكل واضح!، قلت: لا تقل لي انفصال وهذا الكلام!.. قال: الانفصال رحل زمنه، فنحن الآن في زمن رحيل النظام ومع ضرورة مناقشة القضية الجنوبية وإيجاد حلول لها.
القضية الجنوبية بدأت مع حرب صيف 94م، فبعد هذا الحدث السياسي المشؤوم، تحولت عدن والمحافظات الجنوبية إلى نكرة، بعد أن كانت دولة مستقلة بحد ذاتها، فحرمت من الوزارات والمؤسسات وأصبح كل شيء مركزي.
لقد ضعنا وضاعت حقوقنا ونهبت ثرواتنا وتعامل النظام مع المحافظات الجنوبية "البقرة الحلوب" لهذا النظام المتسلط، هذا الموضوع كلنا متفقون عليه.. قلت ما هو؟، قال: إن النظام متسلط نهب وسلب أموال وثروات اليمن وسخرها لمكاسبه الشخصية، لكن المشكلة التي نعاني منها هي أننا نعاني من ضياع الدولة، فالرئيس أصدر حكماً على قيادات المحافظات الجنوبية بعد حرب 94م، إلا أنه على إثر هذا الحكم بالفعل تم معاقبة كل أبناء الجنوب ومارس هذا النظام الظالم ضد أبناء الجنوب كل وسائل وأدوات القتل والقمع وانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات وممارسة سياسة التجويع، وقد عجز هذا النظام عن قهرنا، والآن نحن لا نطالب إلا بإعادة حقوقنا وتصحيح الأوضاع وإعادة الدولة وهيبتها وإلغاء المؤسسات العسكرية التي تتبع النظام، فنحن لا نريد إلا تلك الوحدة التي تم الاتفاق عليها بشروطها قبل حرب 94م، فهل هذا كثير؟
ودعني العم حسن وابتسامته العريضة التي لا تفارق شفتاه مرسومة على وجهه، وتساءلت وظلت أحدث نفسي قائلة: نعم.. لقد تغيرت الأحوال وتبدلت وبالفعل تم توظيف كافة المقربين من النظام وبقي الأغلبية الساحقة في منازلهم يعانون الأمرين جراء سياسة الفساد.
ويوماً بعد يوم لا يبقى في المحافظات الجنوبية من مؤسسات الدولة، إلا أطلالاً نبكي عليها، وما بقي منها هي إلا مؤسسات مثقلة بالدين وعلى وشك الانهيار.
فلا عجب أن يطالب أبناء الشعب اليمني كافة، بإعادة بناء الدولة وإيجاد المؤسسات الاقتصادية والمدنية والخدمية والعسكرية، وإن ذلك لن يتحقق إلا بإيجاد دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية وإعادة البنية التحتية المفقودة أساساً لهذه التسمية الوهمية التي لم يتحقق منها شيئاً على أرض الواقع.
وأخيراً فإننا أبناء الوطن الواحد، نطالب بإيجاد دولة عادلة وقبلها نطالب بإسقاط النظام وإيجاد الحلول لقضايا الوطن وفي مقدمتها القضية الجنوبية حلاً عادلاً وفي إطارها الوطني لدولة الوحدة الحقيقية.