قد يبدو للقارئ الكريم لأول وهلة, وقبل الدخول في صلب الموضوع ومعرفة فحواه, بأنني أعني بحديثي شركة من شركات الهاتف المحمول, ومدى معاناة جمهور المشتركين من ذهاب الرصيد قبل أوانه، وغيرها من المشاكل الفنية في هذا الجانب, لو طرح من مختص في مجال الاتصالات لأفاد الجمهور وأشفى غليلهم, ولا يعني هذا بأن لفظ شريحة يطلق على شرائح الهاتف فحسب, بل هناك في عالم المسميات ومما يرتبط بحياة المواطن عدة شرائح, أثقلت كاهله وأرقت خاطره, كشرائح الكهرباء والماء وهذا الشرائح مفعَّلة جداً, ولا تخرج يوماً عن نطاق التغطية, ولا يمكن أن تغلق إلا بانتهاء العمر.
أما الشرائح التي نعنيها وهدف مقالنا هذا، فهي شرائح بشرية وليست الكترونية, شرائح ونماذج خاملة لا تحرك ساكناً, سلبية في تصوراتها وسلوكياتها، رضت لنفسها بأن تكون صفراً في الحياة, نقول هذا الكلام ونسطر هذا المقال، لِمَا رأينا وسمعنا تلكم الواقعة والتي كنت شاهداً عليها, والمتمثلة في حوار ومراهنة بمبلغ "2000" ريال حول ماذا يا ترى؟
إنها حول: هل سيلعب النجم الأرجنتيني (ميسي)، المباراة المقبلة بعد حصوله على الكرت الأصفر الأخير في البطولة أم لا, ارتفعت الأصوات بين المتراهنين البعض يقول سيلعب والآخر يناقضه تماماً، مما طلبوا الاستعانة هاتفياً بصديق ليحل لهم تلك الإشكالية وهذه المعضلة, هذا مع ما تمر به البلاد من أزمة حقيقة، قد تعصف بمستقبل اليمن وتأكل الأخضر واليابس وفينا من يحمل هم لعب "ميسي" من عدمه، هذا في حين أن الناس فريقان في كل جمعة، منقسمين بين جمعة الصمود وجمعة التسامح والرحيل وغيرها من مسميات الجمع والجمع المضاد, وهؤلاء لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك.
إنما مع "ميسي" وغيره من اللاعبين اللاهين, والجدير بالذكر بأن هذه الشريحة واسعة، ليس كلها تحمل هم ولعب ميسي، وإنما تحمل همه وما ماثله من الهم والانشغالات والتصورات التافهة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.
نحن ونقول ونتساءل: لماذا تأخر نصر ثورة شباب التغيير في اليمن لحكمة ربانية أولاً, ولهذه الأسباب وغيرها من المعوقات من عدم التكاتف والتآزر من البعض والذي اكتفى بصفة مراقب خامل للأحداث الجارية، مع أنها تمس حياته في المستقبل القريب وتأثر فيها تأثيراً بليغاً, لكنها الغفلة السلبية القاتلة.
أما آن الأوان لهذه الشريحة أن تفعَّل وتدخل في نطاق تغطية الأحداث الجارية وتكون فاعلة وتشحن بالرصيد الحماسي والثوري بغيت انتصار الثورة؟.. آمل ذلك.
Mag19692000@hotmail.com