كل المؤشرات تشي بقرب نهاية النظام الحاكم في اليمن ورحيله إلى غير رجعة، فهذا النظام الجاثم على صدور اليمنيين منذ أكثر من 33 عاماً، ملأ البلاد فساداً، و«فصّل» لليمن واليمنيين «جلباباً سياسياً على مقاسه»، لكن المؤكد اليوم أن هذا «الجلباب» ضاق كثيراً وما عاد يتسّع لاستيعاب طموح شعب اليمن التوّاق إلى التغيير والإصلاح، والساعي إلى الخروج من ظلمة عقود ثلاثة، لم تشهد فيها بلاده تطوراً يُذكر، قياساً بأي من دول الجوار.
وما دام الشعب اليمني بغالبية أطيافه مُصرًّا على التخلص من هذا النظام (وفق ما نراه يومياً على وسائل الإعلام المختلفة)، فما نأمله هو ألا تساهم «المبادرة الخليجية»، الهادفة إلى إخراج اليمن من أزمته المستعصية، في إطالة عمر النظام المتداعي للسقوط، وبذلك تراهن الدول الخليجية ــــ رغم حسن نيتها ــــ على حصان خاسر..
ثم يجب ألا ننسى أن للنظام الحاكم في اليمن كثيراً من المواقف السلبية إزاء معظم جيرانه الخليجيين، خصوصاً موقفه البائس من احتلال الكويت في عام 1990، حيث كان علي عبدالله صالح في طليعة زمرة المؤيدين لجريمة العصر التي اقترفها الطاغية صدام حسين ضد الكويت وشعبها المسالم، وموقف الرئيس صالح هذا لا يتطابق مع مواقف غالبية الشعب اليمني الشقيق الذي لم يجحد الكويت ولم يغدر بها، لكنه مغلوب على أمره ولا حول له ولا طول على سياسات رئيسه السادر في غيّه والمتخبط على غير هدى!
على أي حال، وبعيداً عن نكء الجراح ونبش الملفات القديمة، إننا اليوم نتطلع إلى يمنٍ جديد تحكمه قيادات جديدة منفتحة على الجميع، يمنٍ قادر على الاندماج بفاعلية في محيطه الخليجي. وهذا التطلع لن يكون قابلاً للتحقق على أرض الواقع، إلا إذا قال اليوم شعب اليمن كلمته الحرّة، بمنأى عن أي تأثير خارجي، بعيداً كان أو قريباً.. فدعوا اليمنيين يقررون، ولا تفرضوا عليهم حلولاً لا ترقى إلى مستوى طموحهم في التغيير الجذري.
القبس الكويتية