فلاش البدء: (قيادة المشترك لا تمثل قواعدها):
تمثل القصة التالية ما تمارسه قيادات المشترك مع الثورة الشبابية ومع السلطة الرئاسية، تقول القصة: إن امرأة كانت تخون زوجها مع عشيقها، فلما تزوجها عشيقها صارت تخونه مع زوجها الأول، لذلك فهي تقبل الشتم من الطرفين، ومن شب على شيء شاب عليه.
أما قواعد اللقاء المشترك، فهم أحرار وحرائر انضموا للثورة، وانضووا تحت رايتها صادقين وجادين، وكل خوفي أن يكون قادة اللقاء المشترك يخافون من نجاح الثورة الشبابية؛ لأن شباب تلك الأحزاب لن يقبلوا بتلك القيادات التي أكل عليها الدهر وشرب، ووفرت للنظام الفاسد أجواء البقاء لإفساد اليمن والعبث بأرواح أهلها ومقدراتهم، طيلة ثلث قرن، وهي الآن توفر التنفس الصناعي لهذا النظام المتهالك مخافة أن يموت؛ لأن هذه القيادات العتيقة - بحسب تعبير صالح- تخاف من نجاح الثورة، ربما أشد خوفاً من صالح نفسه؛ لأن نجاح الثورة يعني ثورة داخل تلك الأحزاب، وبعضها سيعقد مؤتمره العام بعد الثورة مباشرة، وهو ما يعني "برع يا استعمار"، فوأد الثورة ضرورة لبقاء للرئيس ولقيادات المشترك.
الفلاش الثاني: (خدمات مجانية أم مدفوعة الثمن) :
إن المشترك لا يمثل الشباب، ولكنه يوهم العالم أن الشباب إذا وضُعوا أمام الأمر الواقع سيقتنعون به، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن المشترك يخلط الأوراق على الثورة؛ لأن موافقاته على المبادرات وتقديمه لمبادرات باسمه يعني أن اليمن في أزمة وليست في ثورة، إن هذا جُرم حقيقي في حق الثورة، وتقديم خدمات -لا ندري هل هي خدمات مجانية أم مدفوعة الثمن من قبل النظام، الذي فقد شرعيته الشعبية بخروج الملايين؛ فإذا كان المصوتون للرئيس عام 2006م أربعة مليون، فقد خرج ستة مليون شخص للبراءة منه.
ومن جهة ثالثة يقدم المشترك تبريراً لكل مواقف الرئيس، فإذا كنتم تقولون: إنكم لا تمثلون الثورة فاسكتوا، ففي الحديث الشريف: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت".
فلاش أخير: (هل الشعب اليمني راشد وكامل الأهلية أم محجور عليه من قبل الرئيس؟!)
هل الشعب اليمني قاصر ولم يبلغ الرشد، حتى يربط قراره كله في الوصي عليه؟، هل الشعب اليمني مجنون حتى يوكل أمره إلى شخص واحد يحجر عليه كل تصرف، ويحدد له ما هو الصواب من الخطأ، ويصف هؤلاء بأنهم وطنيون، وغيرهم غير وطنين؟، هل الشعب اليمني فاقد الأهلية حتى يرتبط مصيره برغبة شخص واحد، يضع له الطريق التي يسير فيها، وأين يقف وأين يقعد ومتى يقوم ومتى يجلس، وما هي الهتافات التي يهتف بها؟، إن ربط مصير شعب بأكمله بشخص واحد هو جريمة في حق اليمن.. هل الشعب أهم أم الرئيس، بمعنى هل نلغي إرادة الشعب اليمني أمام إرادة فرد ونزواته؟
إن اهتمام الخليج بتلبية طلبات الرئيس وعدم ملاحقته وعدم جرح مشاعره، هو استهانة كبرى بالشعب اليمني، الذي لا يؤخذ اعتباره وما ناله من ظلم وإسفاف وتهميش وعدوان عليه من قبل صالح ونظامه، إذ كيف تراعي دول الخليج نفسية شخص متقلب المزاج لا يفي بالتزاماته لأحد، وتنسى هتافات الملايين في الاعتصامات والمسيرات بطول اليمن وعرضها.
هل الشعب اليمني كله مصاب بالسفه والخبل والتخلف العقلي، حتى يترك قرار مصيره بيد رجل واحد يتلاعب بمصير شعب بأكمله؟، إن مثل هذا القول يعد إهانة كبرى لشعب الإيمان والحكمة والفقه والفصل بين السلطات، وهو الشعب الذي بنى أفخم حضارة إنسانية عرفها التاريخ، يقول الله تعالى عن ملكة سبأ: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (23) سورة النمل.
إن الإجحاف الذي يمارسه النظام ضد الشعب اليمني بلغ حداً يدعي فيه عملياً، أنه لا يوجد في الشعب اليمني إنسان مؤهل لمنصب الرئيس، فهل هناك استهتار معنوي بشعب اليمن العظيم أكثر من هذا، هل يعقل أنه لا يوجد بين "20" مليون شخص رجل رشيد واحد؟!