تنشط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جهدِها المحمود لإِنهاء الأَزمةِ السياسية المحتدمة في اليمن، ويواصلُ المجلس الوزاري مداولاتِه في هذا الشأْن، بمحاورةِ طرفي الأَزمة والاستماع إِليهما، ويصوغُ مجلس التعاون رؤيته لإِنقاذ اليمن من المراوحة التي يدورُ فيها منذ أَسابيع، بسبب الاستقطاب المتواصل في الشارع بين السلطة الحاكمةِ وقواها من جهة والمعارضةِ بتشكيلاتِها المتعدّدة من جهة أُخرى. يباركُ كل العرب هذا السعي الخليجي الدؤوب، ويأْملون له النجاح، من أَجل أَن يعبر اليمن إِلى مرحلةٍ جديدةٍ ينعطف إِليها بثقة، فيواصلُ شعب هذا البلد الذي له موقعه المؤَكد في قلوبنا جميعاً بكل قواه مسيرة النهوض والتنمية، فينعم بكل أَسباب الأَمن والاستقرار. وإِذْ تتضمَّن الرؤيةُ الخليجيةُ التي صيغت بعد لقاءَين مع المعارضةِ والحكم اليمنيين في الرياض وأَبوظبي جدولاً زمنياً وتفصيلياً لنقل السلطة، فذلك لأَنْه تأَكَّد أَنَّ انتشال اليمن مما هو فيه لا يصيرُ ممكناً قبل البدءِ بهذه الخطوة، والتي لا تُمانع فيها الرئاسة في صنعاء، وإِنْ بكيفياتٍ معينةٍ تراها الأَنسبَ من غيرِها، فيما تلحُّ قوى المعارضة وتجمعاتُ المتظاهرين والمعتصمين على فورية القيام بها، أَو أَقله استعجالها.
يمضي الوقتُ ويضيع في غير صالح اليمنيين، والأَمل باقٍ في أَنْ تضع جميع أَطراف الأَزمةِ مصلحة مواطنيهم وبلدهم أَولويةً بين مشاغلهم، فيجتهدون في البحث في كيفياتِ الانتقال المنشودِ للسلطة، وبالتجاوبِ الجدّي مع المساعي المباركة التي يقوم بها مجلس التعاون، ويتحرك فيها وزراء الخارجية وأَمينه العام. وكلنا على ثقةٍ بقدرةِ أَهل اليمن والنخبةِ الواسعةِ منهم على تجاوز مصاعب اللحظة وتوتراتها، وعلى استكشاف الطريق الكفيلةِ بإعادة بلدهم إِلى موقعه في طليعةِ الدول العربية الفاعلةِ في محيطه وجوارِه وبين أُمته. وقد عرفَ شعبُ هذا البلد الطيب من إِخوته العرب، ومن أَهل الخليج خصوصاً، كل عون في كل نائبةٍ ومحنة، وسيبقون كذلك دائماً، وهم حريصون دائماً على استقرار هذا البلد وأَمن مواطنيه، ووحدتِه ومناعتِه في مواجهةِ كل التحديات والمعوقات، وعلى دعمه في مسار التنمية الاقتصادية المأمول.
الدعوة هنا إِلى أَن يتوقف استنزاف اليمنيين وطاقاتهم، فيتوجهوا إلى ما فيه نفعٌ مؤكدٌ لهم ولبلدهم، وأَنْ يتحصنوا يداً واحدةً أَمام ما قد يفاجئُ بلدَهم من حوادث غير محمودةٍ، أبعدها الله عنهم وحماهم.
البيان الإماراتية
رأي البيان
اليمن وجهود خليجية محمودة 1831