;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

شعبٌ مستور الحال! 2338

2011-04-24 02:34:22


كثيراً ما تعتمد الشعوب الفقيرة في معيشتها على صبرها وقوة تحملها وقدرتها على التكيف مع محيطها ذي الإمكانيات الشحيحة أو النادرة، خاصة إذا ابتليت بحكومات خاملة، غير قادرة على استغلال ثروات الأرض الطبيعية تصنيعاً وتصديراً، ومقايضة، بيعاً وشراءً.
الشعب أمام نكران حق الذات البشرية التي تعتمدها أكثر الحكومات القيّمة على شعوب فقيرة، وفي شعب فقير مادياً ومعنوياً وعاطفياً وفكرياً مثل الشعب اليمني، لابد أن تأتي اللحظة التي تنشق فيها عصا النفس وتتمرد الروح على الجسد وتصبح القناعة آفة والصبر مفتاحاً للكسل، والتكيف مع ظروف الحياة وبالاً على شعب أصبح يسمع ويرى ويتكلم بلغة الديمقراطية نظرياً.
 وها هو اليوم يسعى لتطبيقها عملياً بمقادير متساوية من الوقود البشري وأخرى غير متساوية من الوجود السلطوي، إلا أن يكون ذلك الانشقاق الحاصل في جسد النظام رحمة بشعب تكاد أمعاؤه أن تلتهم كبده جوعاً لحياة كريمة وكمداً ممن يتعامل مع ثروات الشعب وكأنها ملكية خاصة، بل ويزيد ألم الشعب استشراءً في جسده عندما يترك ليلهث خلف العظم بعد أن اكتفى الكبار بوليمة اللحم بمفردهم.
لهذا من حق الشعب أن يتحول بين عشية وضحاها إلى "معشر جزّارين" ما دامت الحريات عبارة عن قرابين معلقة على باب الوطن، نعم.. أنا لست ممن يؤيدون التخريب والترهيب ويشترون ذمم الناس بفتافيت ورقية لا تكاد تطعم قطة جائعة، ولست ممن يجيدون الصيد في الماء العكر وينسبون إنجازات الآخرين العملاقة إلى أنفسهم، ولست من الذين اعتادوا أن يعيثوا في الأرض فساداً، لكنني مع الفقراء والجوعى العراة الذين فشلت قلوب الناس في احتوائهم ولم تفلح الصدقات في سد رمقهم ولم تجد الزكاة نفعاً لكف أيديهم عن مسألة الناس.
أنا مع الصغار الذين لفرط جوعهم وغربتهم عن متعة الطعام يرون في حبة التفاح قنبلة متفجرة ويخافون من حجم البطيخ وكأنه لغمٌ ناسف ولا تجرؤون من الاقتراب صوب الموز، فيبتعدون وكأنهم يرونه رصاصاً حياً.
أطفال لا يعلمون عن حروف الهجاء شيئاً ولا يفهمون إلا أنه يجب أن يحملوا الأثقال ليعيشوا، فما الفرق بينهم وبين الحيوان إذاً؟!
 أنا مع التغيير إلى الأفضل ومع هذا النظام أو ذاك لأني لا أرى الحرية والتغيير من خلال أشخاص بعينهم، ولكنني أراه من خلال إنجاز قائم بكل تفاصيله يخدم الشريحة المحطمة التي حملتها عاصفة المصالح وألقت بها ضحية عرض حائط الخطط الخمسية والعشرية العابثة بين أعداد زوجية وفردية لم نر منها إلا إسكتش قص الشريط.
كلنا يتمنى أن تندمل الجراح ولو بقيت الندوب كأثر غائر خلفه مشرط الثورة الذي أراد أن يستأصل الخبث وقصد أن يوقف الألم، فليتها تستيقظ جرعة الحكمة، لتوقف النزف وتجفف الدمع وتقرأ بأم الكتاب على الباقين الذين نأمل أن تستوقفهم صحوة الضمير وينصتوا لصوت العقل ويعيدوا تشكيل ما تبعثر من أمر هؤلاء المسلمين الذين يشهدون بالوحدانية ويؤمنون بالرسالة المحمدية، قصداً مني بأننا في النهاية جسد واحد.. واحد.
فهل يعقل أن شعباً مثل شعبنا "مستور الحال" استيقظ بقصد "تحسين الحال"، فلم يجد أمامه إلا ضروباً من المحال؟.. لا يُعقل.. لا يُعقل.
ألا يكفي هذا الشعب أن يعيش دوامة اشتهاء لكل طيب، بعيداً عن تقدير الذات، قصياً عن متعة التأمل والراحة والهدوء، ألا يكفي تلك المنازل الشبيهة بالمقابر، وتلك المحاوى من القش والصفيح، ألا يكفي شحة الدخل التي لا تشبع جياع البيت ولا تداوي مرضاهم ولا تستر عورة أجسادهم؟!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد