الحلم من الأشياء الجميلة التي تتحدى الواقع المؤلم , ولا يعترف الحلم بالحدود ولا بالسدود المصطنعة ,ولا يشيخ ويهرم وان شاخ صاحبه وتقدم به العمر , ومتى ما كان هذا الحلم مشروعاً ومباحاً, ولا يخالف شرعاً ولا عرفاً, كان داعي تحقيقه أولى على أرض الواقع ليصبح حقيقة ماثلة للعيان,ليخرج من طور الأحلام والنرجسية إلى طور الإعلام والحقيقة الواقعية , وكل منا في هذه الحياة الدنيا له أحلام وأشجان , فهي حبيسة صدره وأسيرة فؤاده , يرجو تحقيقها في أرض الواقع لتقر بها العين ويسكن بها الفؤاد , ونحن في هذا المقال وتلكم الأسطر المتناثرة نبوح بأحلامنا علانية ,دون خجل أو خوف أو استحياء, فهي أحلام مشروعة , وأمانٍ مسطورة , فهي حلم الملايين من الشعوب المقهورة سقط من اجلها الشهداء في الساحات والميادين .
إذاً دعونا نحلم ونحن مستيقظين , فهذه أحلامنا , نحن نحلم ونرجو لثورة الشباب والتغيير والإصلاح أن تتكلل بالنجاح ,لترى النور هذه الأحلام بعد سني الظلم والحرمان , نحلم بان تطلق الحريات العامة , وان ينمو الاقتصاد وتصلح الأمور ويرتفع دخل الفرد، ليعيش بكرامة، بعيداً عن الذل والمهانة ,وان ينتهي الفساد بكافة أشكاله وأنواعه , وان تكون الدولة الوليدة دولة نظام وقانون ,وان تكون المؤسسات العسكرية والأمنية مؤسسات وطنية، بعيداً عن الارتزاق والحزبية , وان لا يكون ولاؤها للأفراد أو العشيرة أو القبيلة , نحلم بان يسود الرخاء , والنماء والتطور والبناء , وان يكون حاضر اليمن أفضل من ماضيه ومستقبله أفضل من حاضره , وان يحاسب المفسدون والمتنفذون والمرتشون, ويحاسب كل من أمر وأهدر الدماء المعصومة في ميادين من البلاطجة والمرتزقة ,وأن يكون اليمن سعيداً فعلاً بكل ما تحمله السعادة من معنى , فهذه أحلامنا وردية طرية أرجو أن لا تُغتال تلك الأحلام وأن ترى النور بعد عهد الظلام.. آمل ذلك.
Mag19692000@hotmail.com