نعم.. نحن مدينون للرئيس باعتذار، نعتذر لأننا تحملناك كل هذه السنوات، وصبرنا على ظلمك وسطوتك ورضينا منك بالقليل، وسمحنا لك بأخذ أكثر مما تستحق.
نعتذر لأننا قبلنا بحياة الذل والهوان، في سبيل كذبة أوهمتنا بها، تسمى زوراً الحياة الآمنة، نعتذر لأننا توهمنا أن ضميرك قد يصحو يوماً، وتشعر بقيمة هذا الشعب وعظمته، وتقدر صبره على جهلك وطغيانك طيلة ثلاثة عقود، محوت خلالها ملامح وطن وشوهت صورة شعب بأكمله، حتى أصبح اليمني يُعرف من على بُعد، لما يظهر على تقاسيم وجهه من عناء واضح ويأس يسكن حتى حدقات عينيه.
نعتذر لأن ثورتنا تأخرت كثيراً، وكان يجب أن نكون نحن أصحاب الثورة الأولى، لأننا أكثر شعوب العالم اضطهاداً، بل أنك قد أوصلتنا لمرحلة جعلتنا فيها أموات شبه أحياء، وأي حياة تلك التي بدون كرامة.
نعتذر لأننا سمحنا لشخص جاهل متسلط ربط اسمه باسم وطن عظيم، كان يستحق أن يتولى قيادته فارس بما تعنيه الكلمة، لكي يستطيع الحفاظ عليه والارتقاء به إلى الحد الذي يليق بكونه اليمن السعيد، بلد الحكمة والإيمان، الذي شرفه رسول الله ورفع قدره بحديث يذكر إلى يوم الدين، بينما حاولت أنت جعله مجرد اسم صغير، لا يبدو له عنوان على خريطة العالم.
فعلاً إنها خطيئة ندفع ثمنها الآن أرواحاً طاهرة، حالمة بإصلاح ما أفسده من قبلهم، حين تركوا الحكم بأيدي مجموعة أمساخ لا يفقهون شيئاً عن كيفية بناء وطن، يحتاج أولاً لقلوب واسعة وعقول مضيئة، تعرف كيف تسير به في طريق المجد والرقي.
إذن فاقبل اعتذارنا، واسمح لنا بمحاولة إصلاح خطأ اقترفه أسلافنا، وذلك بترحيلك ومحاولة الرقي بأرضنا الطيبة مما علق بها طيلة عقود، وإن كان ثمن هذا الإصلاح هو روح ودم، فهذا الوطن يستحق ذلك، أنت الآن تستميت في سبيل البقاء ونحن نموت في سبيل الحرية, ونحن شعب وأنت فرد, وكلما سفكت دماً رسمت بيدك خارطة طريق نهايتك.
* اللحظات الأخيرة:
هي جنون غفلتك ونور صحوتنا..
هي بداية نهايتك..
وأول عهد في أيام ميلادنا
إنك تموت..
حين نبدأ نحن حياتنا..
algohrah1020@hotmail.com
جواهر الظاهري
قبل أن ترحل.. اقبل اعتذارنا 2249