لو تأملنا في خطاب الرئيس في جمعة الحوار عن الاختلاط في ساحة الجامعة مدعياً بذلك الغيرة على بناته، لنتفاجأ يوم الثلاثاء باختطافه للطبيبات اللاتي كن يقمن بعمل إنساني هو إسعاف الجرحى الذين أمر الرئيس بإبادتهم، لأنهم يدعونه للتنحي بعد أن أتعبهم ظلمه.

 ومن حسن الحظ أن الساحة التي أمام "الخارجية" والتي تم الاعتداء فيها على المعتصمين واختطاف الطبيبات لا يوجد فيها محلات تجارية أو مساكن، وحتى لا تزعم وزارة الداخلية بأن المواطنين "بلاطجة النظام" هم من تصدوا للمعتصمين وقتلوهم دفاعاً عن ممتلكاتهم وإن الطبيبات كن ممن اعتدين على البلاطجة، توقعت أن الخطاب سيتغير، ولكنها وكعادتها أبت إلا أن تقول: المتظاهرون هم من اعتدوا وقتلوا أنفسهم، فرأس المتظاهر هو من قصد الرصاصة وليس العكس والطبيبات هن من هرعن لسيارات الأمن السياسي والدماء التي سالت هي فيمتو والشهداء يمثلون.. هكذا قالتا قناتا اليمن وسبأ والغرض منه إثارة الرأي العام المحلي والعربي والدولي. 

هذا النظام يكره الحقيقة كما يكره الثقافة والمثقفين، فيجد وسائل لمحاربتهم يريدون أن نصدق أن الحليب لونه أسود وأن أشعة الحقيقة تعمي العيون كأشعة الكسوف، قلنا لهم عيوننا ليس فيها رمد وألسنتنا ليس فيها سقم، قالوا إذاً أنتم ضد الشرعية الدستورية، فالشرعية تعني الاستقرار الفسادي، لقد بشرنا النظام بالصوملة والعرقنة وبـ"4" دويلات ودماء للركب، وأخفى عنا ما يخطط له وبدأه بالفعل بفصل التحرير عن الجامعة.

وبدأوا الفرز بالتمييز بين شميلة وشملان، فقالوا إن الأخيرة مشتقة أو قريبة من اسم مرشح المشترك بن شملان، لذا فهم ضد الشرعية وفي محاولة لزرع الفتنة أكثر يوزع الغاز في كثير من الأحياء لأعضاء لمؤتمر ويعدمها عمن يلاحظ ذهابه لساحة الجامعة.

قالوا إن انعدام الغاز وإيقاف الديزل والبترول وإفلاس البنوك وقطع الطرقات وإيقاف التدريس وإيقاف العمل بالدوائر الحكومية وإثارة العوالق الترابية من عمل المشترك وثورة الشباب وعليهم المبادرة بالحوار حول إبقاء الشرعية الدستورية إلى 2014، ولكي تعم اليمن النعم التي أولى مهامها خفض التضخم السكاني بالإبادة التدريجية واليومية من خلال القنص.

لكننا نقول لهم: دولة لا تستطيع حماية مواطنيها غير جديرة بالبقاء، ودويلة لا تستطيع تأمين طريق وتوفير متطلبات المواطن من الخدمات الأساسية لا تستحق البقاء، وشلة أستمرأت القتل وانتهجت الكذب والقمع أسلوباً يجب إزالتها والحل يرحل.

ترنيمة ثائر:

ودعوا الخوف زمان الخوف راح ** الصمود والإرادة سيأتي بالصباح

فشباب اليوم يصنع ثورته ** دون سرٍ في زمان الانفتاح