حقيقة ولا أبالغ فكلما بزغ فجر يوم جديد ورأيت صالح ما زال متشبثاً بالكرسي ، زاد تخوفي وقلقي على حال ووضع أحرار الشعب المناضلين في ساحات وميادين الحرية بل وعلى كافة أبناء الشعب المنهوب والمغلوب على أمرة.
 فأما خوفي على شباب الثورة في ساحات التغيير في شتى محافظات الجمهورية فيكمن في قمعهم والتحرش بهم وسفك دمائهم من قبل البلاطجة المستأجرين من قبل النظام المخذول .
 وأما قلقي على شباب الثورة فهو من المندسين الذين يسعون إلى تفكيك وتمزيق هذه الساحات والميادين ، فيزرعون الأشواك بين شتى أطياف المعتصمين بهدف اختلاف مطالبهم وأرائهم وأيضاً زرع الفتنة بينهم وبين المعارضة في الساحات لكي يصلون إلى ما يرمون إليه،
 فبالفتنة الشتات، والتفرقة بالتفرقة والانقسامات الضعف، وبالضعف الهزيمة وأنا ومن هنا لا أنكر أن هناك معارضة وهناك شباب غير متحزبين وأن ما يحرك الشباب ليس كما يقول البعض إنها قيادات المعارضة، فهذا غير صحيح ، فما يحركهم هي إرادة الله عز وجل وحماس وحزيمة الشباب الغاضب الرافض للظلم والاضطهاد والذي يؤمن بأنه وسيلة الله عز وجل في تطبيق سنته في التغيير، فتأمل بقادم أفضل لا بـ "صالح " آخر ومن هنا فعلى إخواني الشباب أن يدركوا ما يحاك ضدهم ويثبتوا للأمم أنهم أهل الإيمان والحكمة .
إخواني الشباب.. لعلكم متفقون على رفض المبادرة الخليجية الأخيرة والتي تصب أصلاً في مصلحة صالح ونظامه الفاسد، ليس في بندها الأول فقط بل حتى في بندها الثاني، فكما نعلم جميعاً بأن المبادرة الخليجية الأولى نصت على تنحي صالح فوراً وفقاً للبند الأول تلتها في البند الثاني ضمانة لصالح وأقاربه وأخوانه وأعوانه من عدم المحاكمة والملاحقة القضائية ومن المحاسبة في دماء وأموال وثروات الشعب ، وهذه الضمانات المتجاوزة لا يسمح لأي طرف أو جهة أو دولة أن توافق عليها أو تضمنها لأن الشعب اليمني هو من يملك الحق في السماح وعكسة ولكننا وأغلبية عظماء من أبناء الشعب اليمني رحبنا بالمبادرة الأولى وذلك كونها تنص على وطلب الشعب الرئيسي وهو تنحي صالح وأن لم يرحب الشعب بالبند الثاني فيها كما توقع الخليجيون وغيرهم ولكن الحكمة وحب الوطن غلبت على عقول أولياء الدم وأبناء الشعب المنهوب فرحبوا بالمبادرة الأولى وهم يتجرعون كأس الحنظل الممزوج بدماء شهداء الوطن.
 ولكن صالح وأعوانه رفضوا هذه المبادرة التي كانت فرصة ذهبية والفرص لا تتكرر ، فحاولت الخليج إرضاء صالح وحاشيته فنصت مبادرتهم الأخيرة على هوى ورغبة صالح في نقل السلطة إلى نائبة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة وكأن المعني باليمن بأكملها هم المعارضة وحدهم متجاهلين بالمبادرة الساذجة طلب الشعب والمعارضة الرئيسي وهو تنحي صالح "والحقوا أيديها أرجلها" كما يقول المثل ، والجريمة هي أن المبادرة الساذجة اسبتدلت البند الأول من المبادرة الأولى ولكنها لم تغير بند الضمانات لصالح وأقاربه ونظامه من المحاكمة والمحاسبة، فما لا نبالي به ونتجاهله أحياناً هو استهلاك وسحب علي صالح بواقي أموال الشعب من البنوك وسحب الاحتياطي النقدي وتحويله إلى دوله أخرى توجد فيها أرصدته هو من معه.
 فأين العدل في هذه المبادرة التي تسمح له بالبقاء في عرشه وتسمح له أيضاً بسحب ملايين بل مليارات الدولارات من أموال الشعب وتحويلها إلى أرصدة خارجية أو توزيعها على حلفائه بالداخل .
لذا :- أتمنى من أبناء الشعب اليمني الحر أن يتخذ القرار الصائب لوقف هذا الطاغية عند حده كما أدعوهم إلى عدم تجاهل المطلب الأساسي وهو رحيل صالح والاهتمام بمحاكمته أكثر من الاهتمام برحيله، فعلي صالح يتعامل مع ما تبقى من أيامه القلة كما يقول المثل " يا رايح كثر الفضايح " ...